الأربعة بمعنى واحد ، فالنفي نحو : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ)(١) ، والنهي نحو :
صاح شمر ولا تزل ذكر المو |
|
ت فنسيانه ضلال مبين |
والدعاء نحو :
ولا زال منهلا بجر عائك القطر
وقسم لا يعمله إلا بشرط أن يتقدمه ما المصدرية الظرفية وهو دام نحو : ما دمت حيا ، أي مدة دوامي حيا. وما تصرف من هذه الأفعال يعمل عملها ومنه : ولم يزل أبو علي عاتبا. وكلها تتصرف إلا ليس ودام ، وما جاز أن يكون خبرا للمبتدأ جاز أن يكون خبر لها.
(ومن يرد أن يجعل الأخبارا |
|
مقدمات فليقل ما اختارا |
مثاله قد كان سمحا وائل |
|
وواقفا بالباب أضحى السائل) |
يشير إلى مسألتين ، إحداهما : أنه يجوز في هذه الأفعال أن يتقدم خبرها على اسمها وإن كان الأصل تأخيره ، كما يجوز تقديم خبر المبتدأ عليه والمفعول على الفاعل نحو : كان سمحا وائل ، قال الله تعالى : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)(٢). وقد يجب ذلك نحو : كان يعجبني أن يكون في الدار صاحبها ، وقد يمتنع نحو : صار عدوي صديقي.
الثانية : أنه يجوز تقديم خبرها عليها وعلى اسمها كما يجوز تقديم المفعول على فعله وفاعله نحو : واقفا بالباب أضحى السائل. قال الشاعر :
اعلموا أني لكم حافظ |
|
شاهدا ما كنت أو غائبا |
وقد يجب ذلك نحو : أين كان زيد ، وكم كان مالك ، وكيف كان بكر. نعم يستثنى من إطلاقه خبر ليس فإنه لا يجوز تقديمه عليها في الأصح وإن كان ظرفا لعدم السماع وقياسا على : عسى بجامع الجمود ، وكذلك خبر دام لا يجوز تقديمه عليها مع ما باتفاق ولا على دام وحدها لعدم تصرفها ولئلا يلزم الفصل بين الموصول الحرفي وصلته ، ومثل دام كل فعل قارنه حرف مصدري ك : يعجبني أن تكون عالما ، وإذا نفى الفعل الناسخ بما جاز توسط الخبر النافي
__________________
(١) سورة هود ، الآية ١١٨.
(٢) سورة الروم ، الآية ٤٧.