ثم إن رفع ضمير المنعوت يتبع منعوته في اثنين أيضا من خمسة في واحد من التذكير والتأنيث وواحد من الإفراد وفرعيه ، فيصير بهذا مع ما مر مطابقا له في أربعة من عشرة ويسمى حينئذ حقيقيا وإن رفع ظاهرا أو ضميرا بارزا فهو بالنسبة إلى الخمسة الثانية كالفعل الحالّ محله فيفرد لرفعه ذلك ويطابق في التذكير والتأنيث المرفوع لا المنعوت كمررت برجلين قائمة أمهما ، وبرجال قائم آباؤهم. ويسمى حينئذ سببيا. ويجوز قطع النعت إن علم منعوته بدونه إلى الرفع بتقدير هو ، وإلى النصب بتقدير أعني مثلا. وأما عطف النسق فهو تابع يتوسط بينه وبين متبوعه أحد الحروف الآتي ذكرها ويجري في الأسماء والأفعال كما أشار إليه بقوله :
(والعطف قد يدخل في الأفعال |
|
كقولهم ثب واسم للمعالي) |
أي يجوز أن يعطف الفاعل على الفعل كما يجوز ذلك في الاسم وذلك كثير لا قليل ، لكن يشترط اتحاد زمانهما في المضي والاستقبال سواء اتحد نوعاهما في الفعلية نحو : (لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ)(١) ، ومنه نحو : ثب واسم للمعالي. وقد يقال : وهو من عطف الجمل أو اختلف نحو : (إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ)(٢) ، (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (١٠))(٣). ويجوز أيضا عطف الاسم على الفعل وبالعكس ، وعطف المفرد على الجملة وبالعكس في الأصح بالتأويل بأن يكون الاسم يشبه الفعل والجملة في تأويل المفرد نحو : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ)(٤) ، (وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِ)(٥) ، (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣))(٦) ، (فَأَثَرْنَ)(٧) ، ونحو : (دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً)(٨).
(وأحرف العطف جميعا عشرة |
|
محصورة مأثورة مشتهرة |
الواو والفاء وثم للمهل |
|
ولا وحتى ثم أو وأم وبل |
وبعدها لكن وإما إن كسر |
|
وجاء في التخيير فاحفظ ما ذكر) |
__________________
(١) سورة الفرقان ، الآية ٤٩.
(٢) سورة الفرقان ، الآية ١٠.
(٣) سورة الفرقان ، الآية ١٠.
(٤) سورة الأنعام ، الآية ٩٥.
(٥) سورة يونس ، الآية ٣١.
(٦) سورة العاديات ، الآية ٣.
(٧) سورة العاديات ، الآية ٤.
(٨) سورة يونس ، الآية ١٢.