ومنه : (رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ)(١) ، (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ)(٢) وجعلت الياء علامة للنصب والجر فيه وفي الجمع الذي على حده حملا للنصب على الجر لاشتراكهما في كون كل منهما فضلة مستغنى عنه.
وما ذهب إليه من أن الألف والباء علامة الإعراب في المثنى هو المشهور ، ومن العرب من يستعمل المثنى بالألف دائما ويعربه بحركات مقدرة على الألف كقوله :
(تزود منا بين أذناه طعنة)
وقوله :
إن أباها وأبا أباها |
|
قد بلغا في المجد غايتاها |
وقد خرج على هذه اللغة قراءة : إن هذان لساحران.
واعلم أنه يشترط في كل ما يثنى ثمانية شروط ، (وهي : الإفراد) ، والإعراب ، (والتنكير) ، (وعدم التركيب) ، واتفاق اللفظ ، واتفاق المعنى ، ووجود ثان له في الخارج ، وأن لا يستغنى بتثنية غيره عن تثنيته.
______________________________________________________
ليحصل الفرق بين المثنى والجمع ليعتدل اللفظ فيصير في واحد منهما ياء بين فتحة وكسرة. قاله أبو البقاء. ا ه تصريح.
(قوله : وهي الإفراد) فلا يجوز تثنية المثنى والمجموع على حدة كزيدان وزيدون ، ولا الجمع على مفاعل ومفاعيل لاجتماع إعرابين في الأولين وإفراط الثقل في الثالث. واختلف في الجمع على غير مفاعل ومفاعيل ، فذهب ابن مالك إلى جواز تثنيته واستدل بقول الشاعر :
تبقلت في أول التبقل |
|
بين رماحي مالك ونهشل |
ا ه كردي.
(قوله : والتنكير) فلا يثنى العلم باقيا على علميته بل ينكر ثم يثنى. ا ه كردي.
(قوله : وعدم التركيب) أما المركب الإسنادي فلا يثنى إجماعا وفي المزجي خلاف ، وأما الإضافي فيستغني بتثنية المضاف عن المضاف إليه. ا ه كردي.
__________________
(١) سورة فصلت الآية ٢٩.
(٢) سورة فصلت ، الآية ١٢.