ما فيهن. وللاختصاص نحو : الجنة للمؤمنين. وللاستحقاق نحو : النار للكافرين ، أي عذابها. وللتعليل نحو :
وإني لتعروني لذكراك هزة |
|
كما انتفض العصفور بلّله القطر |
ولغير ذلك.
ومنها رب ، وهي موضوعة لإنشاء التقليل نحو : رب عبد كيس مر بنا.
ومنه قوله :
(ألا رب مولود وليس له أب)
. ويستعمل للتكثير نحو : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (٢))(١) ، ومنه قوله عليه الصلاة والسّلام : «(يا رب كاسية) في الدنيا عارية يوم القيامة».
وأشار الناظم إلى ما انفردت به رب عن سائر أخواتها بقوله :
(ورب تأتي أبدا مصدّرة |
|
ولا يليها الاسم إلا نكرة |
وتارة تضمر بعد الواو |
|
كقولهم وراكب بجاوي) |
يعني : أن رب اختصت من بين حروف الجر بوجوب تصديرها في أول الكلام ، وبكون مجرورها لا يكون إلا نكرة. وهذا علم مما مر. والغالب وصفه بنكرة كما أن الغالب حذف عاملها ولا يكون إلا ماضيا نحو : رب رجل صالح لقيته. وقد يجر بها ضمير غيبة كما تقدم ، فيجب إفراده وتذكيره وتفسيره بنكرة بعده منصوبة على التمييز مطابقة للمعنى نحو : ربه رجلا أو امرأة أو رجلين أو
______________________________________________________
(قوله : ألا رب مولود وليس له أب) تمامه :
وذي ولد لم يلده أبوان
بسكون اللام وفتح الدال وضمها. وأصله : لم يلده ، بكسر اللام وسكون الدال فسكنت اللام تشبيها لها بتاء كتف فالتقى ساكنان فحركت الدال بالفتح اتباعا لفتحة الياء أو بالضم اتباعا لضمة الهاء. أراد بالأول عيسى ابن مريم ، وبالثاني آدم عليهما الصلاة والسّلام.
(قوله : يا رب كاسية إلخ) أي كم من امرأة تلبس من القماش الرفيع فلم تستر عورتها فتدعي النفس إليها لذلك ولأنها لم تستر عورتها الستر الكامل فتعاقب بالعراء.
__________________
(١) سورة الحجر ، الآية ٢.