زيت. فالإضافة بمعنى من وإلا فهي بمعنى اللام كدار أبي قحافة ، وعبد أبي تمام. هذا مذهب الجمهور ، وقال الجرجاني وابن الحاجب وابن مالك : وقد تكون بمعنى في ، وذلك حيث كان المضاف إليه ظرفا للأول نحو : (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ)(١) ، و (تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ)(٢). وفي الحديث : «فلا تجدون أعلم من عالم المدينة».
والناظم لم يتعرض لهذا القسم إما تبعا للجمهور أو لقلته.
وقوله : فقس ذاك أي عبد أبي تمام وذا ، أي منا زيت ، ومنا كعصا لغة في المنّ بالتشديد الذي هو رطلان. وأبو تمام شاعر مشهور ، وأبو قحافة والد الصدّيق رضياللهعنهما.
واعلم أن الإضافة لا تجامع تنوينا ولا نونا تالية للإعراب كما مر ، ولا ما فيه أل إلا إذا كان المضاف وصفا معربا بالحروف نحو : جاء الضاربا زيد ، أو الضاربو زيد ، أو وصفا مضافا لما فيه أل نحو : جاء الضارب الرجل ، أو مضافا إلى مضاف لما هي فيه نحو : الضارب رأس الجاني ، أو الضمير عائد على ما هي فيه نحو : مررت بالرجل الضارب غلامه.
(وفي المضاف ما يجر أبدا |
|
مثل لدن زيد وإن شئت (لدي) |
ومنه سبحان وذو ومثل |
|
ومع وعند وأولو وكل |
ثم الجهات الست فوق وورا |
|
ويمنة وعكسها بلا مرا |
وهكذا غير وبعض وسوى |
|
في كلم شتى رواها من روى) |
والأصل في الاسم : أن يستعمل مضافا تارة وغير مضاف أخرى. ومن الأسماء ما لا يستعمل إلا مضافا لفظا ومعنى. ومنها ما ينفك عن الإضافة لفظا لا معنى.
______________________________________________________
(قوله : لدي) لها حالتان : إما أن تكون بمعنى عند أو بمعنى في. فإن كانت بمعنى عند تكتب بالياء وإن كانت بمعنى في تكتب بالألف ا ه.
__________________
(١) سورة سبأ ، الآية ٣٣.
(٢) سورة البقرة ، الآية ٢٢٦.