فمن الأول : لدن ولدى وسبحان وذو ومع وعند وأولو.
أما لدن ، فهي اسم بمعنى عند إلا أنه مبني وملازم لمبدأ الغايات من زمان أو مكان ، والغالب اقترانه بمن نحو : كان سيرك من لدن الجامع ، أو من لدن صلاة العصر. وقد تضاف إلى الجمل نحو : ما رأيته من لدن زيد قائم ، أو من لدن قام زيد.
وأما الذي وعند ، فهما اسمان لمكان الحضور وزمانه نحو : لقيته لدى الباب ، وجلست عنده. غير أن عند تستعمل نصبا على الظرفية وخفضا بمن ، ولدى لا تجر أصلا. وعند تكون ظرفا للأعيان والمعاني ، ولدى لا تكون إلا ظرفا للأعيان خاصة. قاله ابن الشجري في «أماليه». وتقلب ألف لدى ياء مع الضمير لا الظاهر نحو : ولدينا مزيد ، وما كنت لديهم.
وأما سبحان ، فهو اسم مصدر بمعنى التسبيح ملازم للنصب وقد يفرد في الشعر عن الإضافة منوّنا إن لم تنو الإضافة كقوله سبحانه : ثم سبحانا نعوذ به ، وغير منون إن نويت كقوله : «سبحان من علقمة الفاجر» أراد سبحان الله فحذف المضاف إليه وأبقى المضاف بحاله.
وأما ذو ، فهو بمعنى صاحب ولا يضاف إلا إلى اسم جنس غير صفة ، وقد يضاف إلى علم نحو : (أنا الله ذو بكة). أو جملة نحو : اذهب (بذي تسلم).
وأما مع ، فهي اسم معرب وهو لمكان الاجتماع أو زمانه نحو : زيد معك ، وجئتك مع العصر. وفيها لغتان فتح العين وسكونها ، ولغة السكون قليلة وإذا لقي الساكن ساكن جاز كسرها وفتحها. وقد تفرد عن الإضافة فتنون وتكون بمعنى جميع فتنصب على الحال نحو : جاء الزيدان معا ، أي جميعا.
______________________________________________________
(قوله : أنا الله ذو بكة) قالوا : إنه وجد قبل الإسلام مكتوبا على حجر من أحجار الكعبة بخط قديم. وبكة لغة في مكة سميت بها لأنها تبك أعناق الجبابرة. ا ه.
(قوله : بذي تسلم) هو مسموع من العرب فقيل معناه : اذهب بوقت صاحب سلامة ، أو في مذهب كذلك. وقيل : معناه أو في المذهب الذي تسلم فيه. فالباء بمعنى في وذي ، على الأول نعت النكرة محذوفة ، وعلى الثاني موصولة. ا ه.