الوصف أن يكون متأخرا عن الموصوف ، وقد يتقدم عليه إما جوازا وذلك حيث لم يعرض ما يمنع من تقديمه نحو : في الدار زيد. ومنه قولهم : تميمي أنا ، ومشنأ من يشنؤك. وإما وجوبا وذلك إذا عرض له ما يوجب ذلك ، فمن ذلك أن يكون متضمنا لما له صدر الكلام كالاستفهام نحو أين الكريم فأين خبر مقدم وجوبا لتضمنه الاستفهام لأنه سؤال عن المكان ومثله كيف المريض المدنف ، ومتى المنصرف فكيف خبر مقدم ، وكذلك متى وما بعدهما مبتدأ مؤخر ووجب تقديمهما لتضمنهما الاستفهام إذ الأول سؤال عن الحال والثاني عن الزمان. ومن ذلك أن يكون تقديمه مصححا للابتداء بالنكرة نحو : في الدار رجل ، وعندك مال ، وقصدك غلامه رجل ، إذ لو أخر الخبر في هذه الأمثلة لما صح الابتداء بالنكرة ومن ذلك أن يعود ضمير متصل بالمبتدأ على بعض متعلق الخبر أو على مضاف إليه الخبر نحو على التمرة مثلها زيدا. وقوله :
(عليّ ولكن) ملء عين حبيبها
إذ لو أخر الخبر للزم عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة وهو لا يجوز ولم يتعرض الناظم لوجوب تأخير الخبر كما إذا كان المبتدأ اسم استفهام أو شرط نحو : من في الدار ، ومن يقم أقم معه ، أو مقرونا بلام الابتداء نحو : لزيد قائم ، أو أخبر عنه بفعل مسند إلى ضميره نحو : زيد قام ، أو كان المبتدأ والخبر متساويين تعريفا وتنكيرا. ولا قرينة نحو : أفضل منك أفضل مني ، إذ لو قدم الخبر لما علم المخبر عنه.
(وإن يكن بعد الظروف الخبرا |
|
فأوله النصب ودع عنك المرا |
تقول زيد خلف عمرو قعدا |
|
والصوم يوم السبت والسير غدا) |
الأصل في الخبر أن يكون مفردا وقد يقع جملة مشتملة على رابط يربطها بالمبتدأ الذي سيقت له كزيد أبوه قائم ، وعمرو قام أخوه. إلا إذا كانت نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج إلى رابط لفظي اكتفاء بها عنه نحو : (قُلْ هُوَ اللهُ
______________________________________________________
(قوله : عليّ ولكن إلخ) صدره :
أهابك إجلالا وما بك قدرة |
|
عليّ ولكن ملء عين حبيبها ا ه |