أَحَدٌ (١))(١) وقد يقع ظرفا نحو : والركب أسفل منكم. وجارا ومجرورا نحو : (الْحَمْدُ لِلَّهِ)(٢) ، وإذا وقعا خبرين فلا بد لهما من محذوف يتعلقان به وذلك المحذوف هو الخبر في الحقيقة وأطلق عليهما اسم الخبر لنيابتهما عنه ولهذا لا يجمع بينهما إلا (شذوذا) وهو عامل النصب في لفظ الظرف كما يرشد إليه قوله. فأوله النصب وفي محل الجار والمجرور.
واختلف فيه هل هو اسم أو فعل ، فمن قدر الاسم كان الإخبار بهما من قبيل الإخبار بالمفرد ، ومن قدر الفعل كان من قبيل الإخبار بالجملة. ثم الظرف على قسمين مكاني وزماني ، فظرف المكان يخبر به عن اسم الذات نحو : زيد أمامك ، وعن اسم المعنى نحو : الخير عندك. وظرف الزمان يخبر به عن اسم المعنى إذا كان الحدث غير مستمر نحو : الصوم يوم السبت والسير غدا. ولا يخبر به عن اسم الذات فلا يقال : زيد اليوم ، لعدم الفائدة فإن حصلت جاز نحو : نحن في شهر كذا أو في زمان طيب.
وأما تمثيل الناظم بقوله : زيد خلف عمرو قعدا ، فليس من باب الإخبار بالظرف بل بالجملة الفعلية والظرف لغو ، وها هنا فوائد ذكرتها في شرحي على القطر فمن أحبها فليراجعه.
(وإن تقل أين الأمير جالس |
|
وفي فناء الدار بشر مائس |
فجالس ومائس قد رفعا |
|
وقد أجيز الرفع والنصب معا) |
إذا وجد مع المبتدأ اسم وظرف أو جار ومجرور وكل من الاسم والظرف والجار والمجرور صالح للخبرية بأن حسن السكوت عليه جاز جعل كل منهما حالا والآخر خبرا لكن إن تقدم الظرف أو الجار والمجرور على الاسم كما مثل اختير عند سيبويه والكوفيين حالية الاسم ، وإن لم يتقدم اختير عندهم خبرية
______________________________________________________
(قوله : شذوذا) كقوله :
لك العز إن مولاك عز وإن يهن |
|
فأنت لدى بحبوحة الهون كائن ا ه |
__________________
(١) سورة الإخلاص ، الآية ١.
(٢) سورة الفاتحة ، الآية ٢.