اسم المفعول كقولهم : هذا ضرب الأمير ، بمعنى مضروبه. واللفظ ما يتلفظ به الإنسان (مهملا) كان أو مستعملا ، فالقول أخص منه فكل قول لفظ (ولا عكس). واحترز بالقول المعبر عنه بما عن الخط والإشارة ونحوهما مما ليس بقول وهو مفيد فإنه لا يسمى كلاما في الاصطلاح. وبقوله أفاد المستمع ما لا فائدة فيه بالمعنى المذكور كالمركب الإضافي نحو : عبد الله ، والمزجي نحو : بعلبك ، والإسنادي المسمى به نحو : شاب قرناها ، ودخل في حد الكلام بالمعنى المذكور للمفيد ما علم ثبوته أو نفيه للسامع نحو : الكل أعظم من الجزء ، والضدان لا يجتمعان. نعم إن أريد بالمفيد ما أفاد ما لم يكن عند السامع فلا. واعتبر بعضهم في حد الكلام كونه مقصودا لذاته لإخراج غير المقصود وما قصد لغيره فالأول كالصادر من النائم مما هو لفظ مفيد ، والثاني كجملة الصلة في نحو : جاء الذي قام أبوه ، فإنها مقصودة لإيضاح معناه. وأما اتحاد الناطق (فلا يعتبر) في الكلام. وصححه ابن مالك وأبو حيان قالا : كما أن اتحاد الكاتب لا يعتبر في كون الخط خطا.
______________________________________________________
اسم المفعول بخلاف اللفظ على الملفوظ به فإنه حقيقة عرفية ا ه.
(قوله : مهملا) وهو ما لم يوضع لمعنى من أهمله أي تركه ا ه.
(قوله : ولا عكس) أي لغوي وهو عكس الكلية الموجبة بنفسها كعكس المترادفين نحو : كل إنسان بشر ، وكل بشر إنسان. والمتساويين ككل إنسان ناطق وكل ناطق إنسان. وأما العكس المنطقي وهو عكس الكلية الموجبة موجبة جزئية نحو : كل قول لفظ ، وبعض اللفظ قول فصحيح ا ه حريري.
(فائدة) : مدلول اللفظ من حيث يقصد باللفظ يسمى معنى ، ومن حيث يحصل منه يسمى مفهوما ، ومن حيث وضع له اسم يسمى مسمى ا ه سمرقندي.
(قوله : فلا يعتبر) وتوضيح ذلك : أن بعضهم زاد في حد الكلام من ناطق واحد احترازا من أن يصطلح اثنان على أن يذكر أحدهما فعلا أو مبتدأ مثلا والآخر فاعلا أو خبرا. وأجاب ابن مالك بأن هذه الزيادة غير محتاج إليها لوجهين ، أحدهما : أن اتحاد الناطق لا يعتبر في كون اللفظ كلاما كما لا يعتبر اتحاد الكاتب في كون الخط خطا. والثاني : أن كل واحد من المصطلحين متكلم بكلام وإنما اقتصر على كلمة واحدة اتكالا على نطق الآخر بالأخرى ا ه.