فقالوا : هذا خراش بن عبد الله خادم أنس بن مالك ، قلت : كم له من سنة؟ قالوا : ثلاثون ومائة سنة! فزحمت الناس ودخلت إليه وبين يديه جمعية يكتبون عنه ، والباقون نظارة ، فأخذت قلما من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في أسفل نعلى ، وذلك في سنة اثنتين وعشرين ومائتين. وأنا ابن اثنتي عشرة سنة.
أنبأنا أحمد بن علي اليزدي أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ. قال : أبو سعيد الحسن بن علي العدويّ البصريّ سكن بغداد ، رأيت مشايخنا وكهولنا قد كتبوا عنه لكن فيه نظر ، يقال حبسه إسماعيل بن إسحاق القاضي إنكارا عليه فيما كان يحدث به عن مشايخنا.
نقلت من أصل أبي سعيد المالينى ـ وأجاز لي روايته عنه ـ أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ. قال : أبو سعيد الحسن بن علي العدويّ يضع الحديث ، ويسرق الحديث ويلزقه على قوم آخرين ، ويحدث عن قوم لا يعرفون ، وهو متهم فيهم ، وإن الله لم يخلقهم ، وعامة ما حدث به ـ إلا القليل ـ موضوعات ، وكنا نتهمه بل نتيقنه أنه هو الذي وضعها.
حدّثني علي بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة بن يوسف يقول : سألت الدارقطني عن الحسن بن علي أبي سعيد البصريّ فقال : ذا متروك ، قلت : كان يسمى الذئب؟ قال: نعم.
وقال حمزة : سمعت أبا محمّد الحسين بن علي الصيمري يقول : الحسن بن علي ابن زكريّا أبو سعيد العدويّ أصله بصري سكن بغداد ، كذاب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يقول على النبي ما لم يقل ، زعم لنا أن خراشا حدثه عن أنس بن مالك أحاديث فوق العشرة. وزعم لنا أن عروة بن سعيد حدثه عن ابن عون نسخة.
ومما حدث به ـ لا جزاه الله خيرا ـ عن شيخ قد سماه لنا عن شعبة عن توبة العنبري عن أنس رفعه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم «عليكم بالوجوه الملاح ، والحدق السود ، فإن الله يستحى أن يعذب وجها مليحا بالنار (١)» وأشياء كثيرة تبين كذبه على رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو سعد المالينى ـ قراءة ـ أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان النخاس المقرئ حدّثنا الحسن بن علي بن زفر حدّثنا الصّبّاح بن عبد الله أبو بشر
__________________
(١) انظر الحديث في : الفوائد المجموعة ٢١٨. والأحاديث الضعيفة ١٣١. واللآلئ المصنوعة ١ / ٥٩. وتنزيه الشريعة ١ / ١٧٤. والموضوعات ١ / ١٦١.