ومن هؤلاء المحدثين هذا الحبيب الذي يتناول الشعر من كمه ـ يعنى أبا العتاهية ، إذ يقول :
الله بيني وبين مولاتي |
|
أبدت لي الصد والملالات |
منحتها مهجتي وخالصتي |
|
وكان هجرانها مكافاتى |
لا تغفر الذنب إن أسأت ولا |
|
تقبل عذري ولا ملاماتى |
أقلقنى حبها وصيرني |
|
أحدوثة في جميع جاراتي |
ثم قال حين جد :
ومهمه قد قطعت طامسه |
|
قفر على الهول والمخافات |
بحرة جسرة عذافرة |
|
حوصاء عيرانة علنداة |
تبادر الشمس كلما طلعت |
|
بالسير تبغى بذاك مرضاتي |
يا ناق حثى بنا ولا تعدى |
|
نفسك مما ترين راحات |
حتى تنيخى بنا إلى ملك |
|
توّجه الله بالمهابات |
عليه تاجان فوق مفرقه |
|
تاج جلال وتاج إخبات |
يقول للويح كلما نسمت |
|
هل لك يا ريح في مباراتى |
من مثل عمه الرسول ومن |
|
خاله أكرم الخئولات؟ |
فقلت لابن مناذر : أنا أنشدك أحسن مما أنشدتنى ، فقال هات. فأنشدته :
ذكرتم من الترحال أمرا فغمنا |
|
فلو قد فعلتم صبح الموت بعضنا |
زعمتم بأن البين يحزنكم ، نعم |
|
سيحزنكم عندي ولا مثل حزننا |
تعالوا نقارعكم لنعلم أينا |
|
أمض قلوبا أم من اسخن أعينا |
أطال قصير الليل يا رحم عندكم |
|
فإن قصير الليل قد طال عندنا |
وما يعرف الليل الطويل وهمه |
|
من الناس إلا من يحكم أو أنا |
خليون من أوجاعنا يعذلوننا |
|
يقولون لم تهوون؟ قلنا بذنبنا |
فلو شاء ربى لابتلاهم بمثل ما اب |
|
تلانا فكانوا لا علينا ولا لنا |
يقومون في الأقوام يحكون فعلنا |
|
صفاقة أبشار وسخرية بنا |
سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد |
|
هواكم لعل الفضل يجمع بيننا |
أمير رأيت المال في نعماته |
|
مهانا مذل النفس بالضيم قد فنى |
وللفضل أجرا مقدما من ضيارم |
|
إذا لبس الدرع الحصينة واكتنى |
إليك أبا العبّاس من بين من مشى |
|
عليها امتطينا الحضرميّ الملسنا |
قلائص لم تحمل حنينا على طلى |
|
ولم تدر ما قرع الفنيق ولا الهنا |