منصوبة بأفعال مضمرة ، على أنها مفعولات مطلقة ، فهيهات وشتان مثلا مفعولان مطلقان لفعل محذوف والتقدير بعد ، وكأن معناهما بعدا (١).
وذهب إلى وجوب بناء جمع المؤنث السالم على الفتح مع لا النافية للجنس مثل لا مطيعات لك بفتح التاء (٢). وكان يرى أن الواو والياء والألف فى الأسماء الخمسة : أبيك وأخواتها نشأت عن إشباع الحركات السابقة لها ، وإذن فإعرابها إنما هو بتلك الحركات ، فمثل جاء أبوك تعرب أبوك فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة والواو إشباع (٣) ، وهو رأى طريف. وكان يذهب إلى أن المضارع حين يجزم لا يكون معربا ، بل يكون مبنيّا ، إذ إعرابه قائم ـ كما قال سيبويه ـ على وقوعه موقع الاسم ، ولما كان الاسم يمتنع وقوعه فى موضع جزمه فقد ذهبت عنه علة الإعراب وعاد إلى الأصل فى الفعل وهو البناء ، فهو فى نحو لم تقم وإن تقم أقم مثل الأمر مبنى على السكون لا مجزوم (٤).
وكان سيبويه يذهب إلى أن مثل إياك وإياه «إيا» فيه ضمير والكاف والهاء وما يماثلها لواحق ، وكان المازنى يذهب مذهب الخليل فى أن إيا اسم مضمر والكاف والهاء ضمائر مضافة إليها (٥). واختلف النحاة فى أل فى مثل أفلح المتقى ربه فمنهم من جعلها اسم موصول ، وذهب الأخفش إلى أنها حرف تعريف ، أما المازنى فقال إنها موصول حرفى ، ويضعف رأيه أنها لا تؤوّل بمصدر (٦).
وعناية المازنى بالنحو ومسائله لا تقاس فى شىء إلى عنايته بالتصريف ، وقد ألف فيه كتابا وسمه بهذا الاسم ، شرحه ابن جنى كما أسلفنا ، وهو كتاب نفيس جمع فيه موضوعات التصريف المتناثرة فى كتاب سيبويه ونظّمها لأول مرة وصاغها صياغة علمية متقنة إلى أبعد حدود الإتقان ، ونراه يقول بعد إيراده كثيرا من أمثلة (أبنية) الأسماء والأفعال المجردة والمزيدة : «إنما كتبت لك فى صدر هذا الكتاب هذه الأمثلة (الأبنية) لتعلم كيف مذاهب العرب فيما بنت
__________________
(١) الهمع ١ / ١٧.
(٢) الخصائص ٣ / ٣٠٥ والهمع ١ / ١٤٦.
(٣) الإنصاف ص ٦ والهمع ١ / ٣٨.
(٤) الزجاجى ص ٩٤ والإنصاف ص ٢٥٠ وأسرار العربية ص ٣٣٧.
(٥) الهمع ١ / ٦١.
(٦) الهمع ١ / ٨٤.