وحدها (١). وكان يذهب إلى أن الكاف والياء المتصلتين بكأن فى مثل «كأنى وكأنك بالدنيا لم تكن» زائدتان وكافتان لكأن عن العمل والباء زائدة فى المبتدأ (٢). وقد يبعد فى رأيه كقوله بأن الفاء فى (فانفجرت) فى قوله جلّ وعزّ شأنه : (اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ) هى الفاء الداخلة على ضرب المحذوفة وأن فاء (فانفجرت) حذفت ليكون على المحذوف دليل ببقاء بعضه. وليس هذا الرأى بشىء كما قال ابن هشام لأن لفظ الفاءين واحد فكيف يحصل الدليل؟ (٣). وكان يختار مع كثيرين من موطنه أن «غير» منصوبة فى الاستثناء انتصاب التالى لإلا ، لا انتصاب الحال كما ذهب إلى ذلك أبو على الفارسى (٤).
٣
ابن (٥) مالك
هو جمال الدين محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائى الجيّانى المتوفّى بدمشق سنة ٦٧٢ للهجرة إمام النحاة واللغويين لعصره أخذ العربية عن غير عالم فى موطنه ، واستمع إلى الشلوبين ، ورحل إلى المشرق حوالى سنة ٦٣٠ ولقى ابن الحاجب وأخذ عنه واستقرّ بحلب ، وفيها تتلمذ لابن يعيش ، وتصدر بها مدة للإقراء. ثم تركها إلى دمشق ، واستوطنها متوليا بها مشيخة المدرسة العادلية حيث المجمع العلمى العربى الآن. وكان أمة لا فى الاطلاع على كتب النحاة وآرائهم فقط بل أيضا فى اللغة وأشعار العرب التى يستشهد بها فى النحو ، وكذلك
__________________
(١) المغنى ص ١٨٨.
(٢) المغنى ص ٢١٠.
(٣) المغنى ص ٦٩٦ وما بعدها.
(٤) المغنى ص ١٧١.
(٥) انظر فى ترجمة ابن مالك طبقات الشافعية للسبكى ٥ / ٢٨ ، ٢٥٧ وفوات الوفيات ٢ / ٢٢٧ وطبقات القراء لابن الجزرى ٢ / ١٨٠ والسلوك للمقريزى ١ / ٦١٣ ونفح الطيب (طبعة القاهرة ١٣٠٢ ه) ١ / ٤٢٧ والنجوم الزاهرة ٧ / ٢٤٣ وشذرات الذهب ٥ / ٣٣٩ وبغية الوعاة ص ٥٣ وشرح الخضرمى على ابن عقيل (الطبعة الثانية بالمطبعة الأزهرية) ١ / ٧.