ما لا يكاد يقف به عند حد ، من ذلك تعليله بناء الاسم بشبهه للحرف من وجه واحد ومنعه من الصرف بشبهه للفعل من وجهين ، يقول : لأن الشبه بالحرف يبعده عن الاسمية ويعقد صلة بينه وبين ما لا يجانسه ، بينما الشبه بالفعل قريب ، ولذلك لابد من تعدد وجهه ، حتى يبتعد الاسم عن بابه ، ويقول إن صلة الحرف بالآسم كصلة الجماد بالإنسان بينما صلة الفعل بالاسم كصلة الإنسان بالحيوان (١). ويتساءل : لم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه ولم يفعل ذلك فى الموصول؟ ويجيب بأن الصفة تدل على الذات التى دلّ عليها الموصوف بنفسها باعتبار التعريف والتنكير ، لأنها تابعة للموصوف فى ذلك ، والموصول لا ينفك عن جعل الجملة التى معه فى معنى اسم معرّف ، فلو حذف لكانت الجملة نكرة فيختل المعنى (٢).
٣
ابن (٣) هشام
هو جمال الدين عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصارى المصرى ، ولد بالقاهرة سنة ٧٠٨ للهجرة ، وبها توفى سنة ٧٦١ وقد طارت شهرته فى العربية منذ حياته ، فأقبل عليه الطلاب من كل فجّ يفيدون من علمه ومباحثه النحوية الدقيقة واستنباطاته الرائعة. ويقال إنه لم يقرأ على أبى حيان سوى ديوان زهير ، وكأنه ثمرة العلماء المصريين من أساتذته ، وقد تحول يتعمق مذاهب النحاة ، وتمثّلها تمثلا غريبا نادرا ، وهى مبثوثة فى مصنفاته مع مناقشتها وبيان الضعيف منها والسديد ، مع إثارته ما لا يحصى من الخواطر والآراء فى كل ما يناقشه وكل ما يعرضه. وبلغ الإعجاب به لدى بعض معاصريه حدّا
__________________
(١) الأشباه والنظائر ٢ / ٢٣٢.
(٢) الأشباه والنظائر ٢ / ٢٤٥.
(٣) راجع فى ترجمة ابن هشام الدرر الكامنة لابن حجر ٧ / ٣٠٨ وشذرات الذهب ٦ / ١٩١ وبغية الوعاة ص ٢٩٣ والمنهج الأحمد للعليمى ص ٢٥٥.