فيجوّز فيها الإعمال والإهمال ، وأضاف إليها الزجاج لعل وكأن ، أما الزجاجى فعمم الإلغاء والإعمال حينئذ لما حكى عن بعض العرب من قولهم إنما زيدا قائم (١). وهو هنا يصدر عن منهج الكوفيين إذا سمعوا لفظا شاذّا قاسوا عليه وعمموا الحكم.
ولعل فى كل ما قدمنا ما يصور بغدادية الزجاجى على الرغم من أنه كان يسلك نفسه فى البصريين (٢) ، فقد كان يحيط بآراء المدرستين ووجوه اعتلالاتها واحتجاجاتها ، على خصائصها ، ومع الوفاء بحقوقها ، وكان حين يجد الحجة الكوفية تنقصها الدقة المنطقية الشائعة فى حجج البصريين لا يزال يداويها ويصلحها حتى تسبك فى الصورة البصرية. ومضى فى تصانيفه وآرائه النحوية يتوقف بإزاء كثير من المصطلحات والآراء البصرية مختارا لنفسه ما يقابلها عند الكوفيين ، وكثيرا ما نفذ إلى آراء جديدة.
٢
أبو على (٣) الفارسى
هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسى أبا ، أما أمه فعربية سدوسية من من سدوس شيبان ، ولد لها بفسا من أرض فارس بالقرب من شيراز حوالى سنة ٢٨٨ للهجرة. وكان فطنا ذكيّا فأكبّ على التعلم منذ نعومة أظفاره ، وما تقبل سنة ٣٠٧ حتى يرحل إلى بغداد ، ويعكف على حلقات البصريين مثل ابن السراج والأخفش الصغير والزجاج وابن دريد ونفطويه ومبرمان ، كما يعكف على حلقات البغداديين الأولين وخاصة حلقة ابن الخياط ، وأكب على حلقة أبى بكر بن
__________________
(١) الهمع ١ / ١٤٤.
(٢) الأشباه والنظائر للسيوطى (طبعة حيدر آباد) ٢ / ١٤٦.
(٣) انظر فى ترجمة أبى على الفهرست ص ٦٤ والزبيدى ص ١٣٠ وتاريخ بغداد ٧ / ٢٧٥ ونزهة الألباء ص ٣١٥ وإنباه الرواة ١ / ٢٧٣ وطبقات القراء لابن الجزرى ١ / ٢٠٦ ومعجم البلدان ٦ / ٣٧٦ ولسان الميزان ٢ / ١٩٥ وشذرات الذهب ٣ / ٨٨ والنجوم الزاهرة ٤ / ١٥١ والمزهر (طبعة الحلبى) ٢ / ٤٨٧ ، ٦٠٦ وبغية الوعاة ص ٢١٦ وأبو على الفارسى لعبد الفتاح شلبى طبعة مكتبة نهضة مصر ومطبعتها.