مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) ويقول بعض الشعراء :
بدت مثل قرن الشمس فى رونق الضّحى |
|
وصورتها أو أنت فى العين أملح (١) |
وذهب جمهور البصريين إلى أن الذى تكون دائما اسما موصولا ، بينما ذهب الفراء مع يونس إلى أنها قد تكون موصولا حرفيّا أو حرف موصول ، يريد أنها تكون مصدرية مثل ما المصدرية ، يقول تعليقا على الآية الكريمة : (ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ) : «إن شئت جعلت الذى على معنى خ خ ما تريد خ خ تماما على ما أحسن موسى فيكون المعنى تماما على إحسانه» وتلا ذلك بتوجيه أنه يجوز أن تكون اسم موصول سواء قرئت (أحسن) بالنصب على أنها فعل والعائد محذوف ، أو قرئت بالرفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير «الذى هو أحسن» (٢). وكان البصريون يذهبون إلى أن لو تكون شرطية دائما ، وقدروا فى مثل قوله تعالى : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) أن جوابها محذوف يدل عليه ما قبلها ، والتقدير : يود أحدهم التعمير لو يعمر ألف سنة لسرّه ذلك. وهو تكلف واضح فى التقدير. وذهب الفراء إلى أنها تأتى شرطية ، وقد تأتى حرفا مصدريّا ، مثل أن المصدرية تماما ، فتؤوّل مع ما بعدها بمصدر يعرب حسب العوامل ، ويقع ذلك غالبا بعد ودّ ويودّ مثل «يودّ لو رآك» أى يود رؤيتك ، وقد تأتى بدونهما كقول الأعشى :
وربما فات قوما جنّ أمرهم |
|
من التأنّى وكان الحزم لو عجلوا (٣) |
وكان سيبويه يذهب إلى أن العامل فى كلمة اليوم من مثل «أما اليوم فإنى ذاهب» هو أما لما فيها من معنى الفعل ، وذهب الفراء ، إلى أن العامل خبر إن (٤). وكان البصريون يعربون غير فى الاستثناء إعراب ما بعد إلا ، وذهب الفراء إلى أنها مبنية فى الاستثناء لقيامها مقام إلا (٥).
ومن يرجع إلى توجيهه للإعراب فى الآيات القرآنية يرى نفسه أمام ذهن
__________________
(١) معانى القرآن ١ / ٧٢ وانظر ٢ / ٣٩٣.
(٢) معانى القرآن ١ / ٣٦٥ والهمع ١ / ٨٣.
(٣) معانى القرآن ١ / ١٧٥ والمغنى ص ٢٩٣ وما بعدها والهمع ١ / ٨١.
(٤) المغنى ص ٦٠.
(٥) الرضى ١ / ٢٢٦.