«الجفوة» : أي غليظ الطبع ، والجفاء يكون في الخلقه والخلق ، يقال : رجل جافي الخلقة وجافي الخلق : إذا كان غليظ العشرة.
والجفاوة : قساوة القلب ، وفي صفته صلى الله عليه واله ليس بالجافي ولا المهين (١) أي ليس بالغليظ الخلقة والطبع ، أو ليس بالذي يجفو أصحابه.
والمهين : أي الذي يهين أصحابه أو يحقّرهم.
وقال الجزري ، وفي الحديث : من بدا جفا ، بدا ـ بالدال المهملة ـ : خرج إلى البادية ، أي من سكن البادية غلظ طبعه لقلّة مخالطة الناس (٢).
وفي الحديث : عن رسول الله صلى الله عليه واله ، قال : من أتى مكة حاجاً ولم يزرني في المدينة جفوته يوم القيامة ، ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة (٣).
قوله عليه السلام : «في منطقه» نطق ينطق من باب ـ ضرب يضرب ـ : تكلّم بصوت وحروف تعرف بها المعانى.
ويقال : نطق اللسان كما يقال : نطق الرجل.
والمراد من قوله عليه السلام : «ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته» أي أنّ الغريب الذي بعد عن الوطن وسكن البادية وغلظ طبعه وعشرته مع الناس ، وكان قسّي القلب حين ما يظهر شكواه لرسول الله صلى الله عليه واله ويسأل عنه مع الخشونة في سؤاله ومنطقه كان رسول الله صلى الله عليه واله بحسن الأدب لا يتعرّض عليه ويصبر صبراً جميلاً وإن كان أصحابه صلى الله عليه واله لا يتحمّلون ذلك ويردّونهم بألفاظ ذات معاني واضحة.
قوله عليه السلام : «ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجّة يطلبها فأرفدوه» الرفد
__________________
١ ـ مجمع البحرين : ج ١ ، ص ٨٩.
٢ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ١ ، ص ٢٨١.
٣ ـ تهذيب الأحكام : ج ٦ ، ص ٤ ، ح ٥.