قال : يا رسول الله صلى الله عليه واله أوصني.
قال : إحفظ لسانك ، ويحك وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إلّا حصائد ألسنتهم (١).
وفي حديث آخر : قال رسول الله صلى الله عليه واله : رحم الله عبداً قال : خيراً فغنم ، أو سكت فسلم (٢).
قوله عليه السلام : «ويؤلّفهم ولا ينفّرهم» لقد كان من مظاهر سموّ سيرته وحكمته أن يؤلّف بين أصحابه ، ويجعلهم إخوة أحبّاء رحماء بينهم أشدّاءً على الكفّار ، وفي التنزيل «وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ» (٣) فلقد آخىٰ رسول الله صلى الله عليه واله بين المهاجرين والأنصار ، ثم أخذ بيد علي بين أبي طالب ، فقال : هذا أخي. فكان رسول الله صلى الله عليه واله سيد المرسلين ، وإمام المتّقين ، ورسول رب العالمين ، الذي ليس له خطير (٤) ، ولا نظير من العباد ، وعلي بن أبي طالب أخوين ، وكان حمزة بن عبد المطلب ، أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه واله وعمّ رسول الله صلى الله عليه واله ، وزيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه واله أخوين ، وجعفر بن أبي طالب ذوالجناحين ، الطيّار في الجنّة ومعاذبن جبل أخوين ، وهكذا سائر أصحابه. اُنظر السيرة النبويّة لإبن هشام (٥).
* * *
__________________
١ ـ الكافي : ج ٢ ، ص ١١٥ ، ح ١٤.
٢ ـ السيرة الحلبيّة : ج ٣ ، ح ٣٣٥.
٣ ـ الفتح : ٢٩.
٤ ـ الخطير : أي المثل والنظير.
٥ ـ السيرة النبويّة لإبن هشام : ج ٢ ، ص ١٥٠ ـ ١٥٣.