وفي الحديث : ذكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الغازين (١).
وقال صلى الله عليه واله : أفضل العباد درجة يوم القيامة الذاكرون الله كثيراً (٢).
وفي حديث آخر : قال صلى الله عليه واله : اُذكره فإنّه عون لك على ما تطلب (٣).
وقال صلى الله عليه واله ، ايضاً : من أكثر ذكر الله فقد برىء من النفاق (٤).
وفي الحديث : عن الشعبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من سرّه أن يكتال بالميكال الأوفى من الأجر يوم القيامة ، فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم : «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (٥) (٦).
وروي : أنّ النبيّ صلى الله عليه واله إذا قام من مجلسه كان يقول : سبحانك اللهمّ وبحمدك ، أشهد أن لا إلٰه إلّا أنت أستغفرك وأتوب إليك و «سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (٧) (٨).
واعلم : بأن الذكر على قسمين : إمّا في القلب ، وإمّا باللسان ، والذكر في القلب على نوعين : إمّا أن يحصل ذلك بعد الغفلة والنسيان كقوله تعالى : «وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» (٩) وإما أن يكون ثابتاً في القلب من غير غفلة ونسيان وهذا على أنحاء :
الأول : أن يذكر الله من جهة عظمته ، فيحصل منه الهيبة والإجلال ،
__________________
١ ـ كنز العمّال : ج ١ ، ص ٤٢٥ ، ح ١٨٣١.
٢ ـ كنزل العمّال : ج ١ ، ص ٤١٥ ، ح ١٧٥٥.
٣ ـ كنزل العمّال : ج ١ ، ص ٤١٥ ، ح ١٧٥٩.
٤ ـ كنز العمّال : ج ١ ، ص ٤٢٥ ، ح ١٨٢٧.
٥ ـ الصافات : ١٨٠ ـ ١٨٢.
٦ ـ تفسير القرطبي : ج ١٥ ، ص ١٤١ ، وفي الكافي : ج ٢ ، ص ٤٩٦ ، ح ٣ ، وفيه من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل إذا أن يقوم من مجلسه : «سبحان ربك» الآيات.
٧ ـ الصافات : ١٨٠ ـ ١٨٢.
٨ ـ بحار الأنوار : ج ٢ ، ص ٦٣.
٩ ـ الكهف : ٢٤.