إلى النبيّ صلى الله عليه واله أن يجعل مجلساً يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكّاناً من طين ، وكان يجلس عليه ونجلس بجانبيه. (١)
قوله عليه السلام : «يعطى كل جلساءه نصيبه ، ولا يحسب جليسه ، أنّ أحداً أكرم عليه منه» ومن مظاهر سموّ سيرته مع اُمّته وحكمته في التعامل معها أنه كان يحدّث الناس وقفاً لمستوياتهم العقليّة ، فكانت أساليب عرضه للأفكار وإجاباته على الأسئلة تختلف في البعد والمستوى من شخص لآخر طبقاً للقابليّات الذهنيّة التي يتمتّع بها الأفراد. وإن كانت إجاباته وأساليب عرضه للقضايا لا تختلف من ناحية المرمى في مخاطبته للأشخاص ، وبهذا المعنى أشار الرسول صلى الله عليه واله ذاته بقوله : إنّا معاشر الأنبياء اُمرنا أن نتكلّم الناس على قدر عقولهم (٢).
* * *
__________________
١ ـ مكارم الأخلاق : ج ١ ، ص ٤٨ ، ح ٨ / ٧.
٢ ـ الكافي : ج ٨ ، ص ٢٦٨ ، ح ٣٩٤.