الثاني (١) : أنّه منعه للعدل إلى فعل ، وإن لم يعرف اللفظ المعدول (٢) عنه وجعله كعمر وزفر(٣).
الثالث : أنه اسم أعجميّ فمنعه للعلمية والعجمة (٤). ومن كسر ولم ينوّن فباعتبار البقعة أيضا(٥). فإن كان اسما فهو نظير عنب ، وإن كان صفة فهو نظير عدى وسوى (٦). ومن نوّنه فباعتبار المكان (٧).
وعن الحسن البصري : أنه بمعنى الثناء بالكسر والقصر ، والثناء المكرر مرتين فيكون معنى هذه القراءة: أنه طهر مرتين ، فيكون مصدرا منصوبا بلفظ (المقدس) ، لأنه بمعناه ، كأنه قيل : المقدس مرتين من التقديس (٨).
وقرأ عيسى بن عمر والضّحّاك «طاوي اذهب» (٩). وطوى (١٠) : إما بدل من
__________________
(١) في ب : والثاني.
(٢) في ب : للعدول. وهو تحريف.
(٣) البيان ٢ / ١٣٩ ، التبيان ٢ / ٨٨٦ ، البحر المحيط ٦ / ٢٣١.
العدل : هو صرفك لفظا أولى بالمسمى إلى آخر ، وهو فرع عن غيره ، لأن أصل الاسم أن لا يكون محرفا عما يستحقة بالوضع لفظا أو تقديرا ، ويمنع من الصرف مع الوصفية والعلمية ، فالأول مقصور على شيئين : أحدهما : أخر جمع أخرى تأنيث آخر. والثاني : ألفاظ العدد المعدولة على وزن فعال ومفعل ، والمسموع من ذلك أحاد وموحد ، وثنى ومثنى ، وثلاث ومثلث ، ورباع ومربع ، وخماس ومخمس وعشار ومعشر. ويمنع مع العلمية في خمسة أشياء : أحدها : ما جاء على فعل موضوعا علما ، وهو معدول عن صيغة فاعل ، والمسموع من ذلك : عمر ، زفر ، مضر ، ثعل ، هبل ، زحل ، عصم ، قزح ، جشم ، جمح ، جحا ، دلف ، بلع ، بطن ، وذكر الأخفش أن طوى من هذا النوع. الثاني : فعل المختص بالنداء كفسق ، غدر ، لكع ، فإنها معدولة عن فاسق ، غادر ، ألكع. الثالث : فعل المؤكد به ، وهو جمع كتع ، بصع ، بتع ، جمع جمعاء ، كتعاء بصعاء بتعاء. الرابع : سحر الملازم الظرفية ، وهو المعين ، أي المراد به وقت بعينه. الخامس : فعال علم المؤنث ، كحذام ، قطام ، رقاش ، غلاب سجاح أعلام لنسوة ، وسكاب لفرس ، وعرار لبقرة ، وظفار لبلدة. الهمع ١ / ٢٥ ـ ٢٩.
(٤) البحر المحيط ٦ / ٢٣١. المراد بالعجمي : كل ما نقل إلى اللسان العربي من لسان غيرها سواء كان من لغة الفرس أم الروم أم الحبشة أم الهند أم البربر أم الإفرنج أم غير ذلك ، وتعرف عجمة الاسم بوجوه ، أحدها : أن تنقل ذلك الأئمة. الثاني : خروجه عن أوزان الأسماء العربية نحو : إبريسم ، فإن مثل هذا الوزن مفقود في أبنية الأسماء في اللسان العربي. الثالث : أن يكون في أوله نون بعدها راء نحو : نرجس ، أو آخره زاي بعد دال نحو مهندزه فإن ذلك لا يكون في كلمة عربية. الرابع : أن يجتمع في الكلمة من الحروف ما لا يجتمع في كلام العرب كالجيم والصاد نحو : صولجان ، أو والقاف نحو منجنيق ، أو الكاف نحو : أسرجة الخامس : أن يكون عاريا من حروف الذلاقة ، وهو خماسي ، أو رباعي ، وحروف الذلاقة ستة يجمعها قولك (مر بنفل) الهمع ١ / ٣٢ ـ ٣٣.
(٥) البحر المحيط ٦ / ٢٣١.
(٦) التبيان ٢ / ٨٨٦.
(٧) الكشف ٢ / ٩٦ ، البيان ٢ / ١٣٩ ، التبيان ٢ / ٨٨٦.
(٨) البحر المحيط ٦ / ٢٣١.
(٩) المختصر (٨٧) ، المحتسب ٤٧٢ ، البحر المحيط ٦ / ٢٣١.
(١٠) طوى : سقط في ب.