قائمة الکتاب
فصل في المراد بقوله تعالى : «رحمت ربك»
٥سورة طه
سورة الأنبياء
البحث
البحث في اللّباب في علوم الكتاب
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٣ ]
![اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٣ ] اللّباب في علوم الكتاب](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F3112_allubab-fi-ulum-alkitab-13%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٣ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :640
تحمیل
بالنصب فيهما على أنهما مفعولان ، وهما على ما تقدّم من كون كلّ واحد ، يجوز أن يكون المفعول الأول ، أو الثاني ، بالتأويل المتقدّم في جعل الرحمة ذاكرة مجازا.
فصل في تأويل هذه الحروف المقطعة
قال ابن عباس : هذه الحروف اسم من أسماء الله تعالى (١) ، وقال قتادة : اسم من أسماء القرآن (٢).
وقيل : اسم للسّورة.
وقيل : هو قسم أقسم الله به ويروى عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله (كهيعص) قال: الكاف من كريم وكبير ، والماء من هاد ، والياء من رحيم والعين من عليم ، وعظيم ، والصاد من صادق(٣).
وعن ابن عبّاس أيضا أنّه حمل الياء على الكريم مرّة ، وعلى الحكيم أخرى.
وعن ابن عباس في العين أنّه من عزيز من عدل (٤). قال ابن (٥) الخطيب : وهذه أقوال ليست قويّة ؛ لأنّه لا يجوز من الله تعالى أن يودع كتابه ما لا تدلّ عليه اللغة ، لا بالحقيقة ، ولا بالمجاز ؛ لأنّا إن جوّزنا ذلك ، فتح علينا باب قول من يزعم أنّ لكلّ ظاهر باطنا ، واللغة لا تدلّ على ما ذكروه ؛ لأنها ليست دلالة «الكاف» على الكافي أولى من دلالته على الكريم ، والكبير ، أو على اسم آخر من أسماء الرّسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أو الملائكة ، أو الجنّة ، أو النّار ، فيكون حملها على بعضها دون البعض تحكّما.
فصل في المراد بقوله تعالى : (رَحْمَتِ رَبِّكَ)
يحتمل أن يكون المراد من قوله (رَحْمَتِ رَبِّكَ) أنه عنى عبده زكريّا ، ثم في كونه رحمة وجهان :
أحدهما : أن يكون «رحمة» على أمّته ؛ لأنّه هداهم إلى الإيمان والطّاعة.
والثاني : أن يكون رحمة على نبيّنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وعلى أمّته ؛ لأنّ
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٠٢).
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٠٥) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٤٦٦) وعزاه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد.
(٣) أخرجه الطبري (٨ / ٣٠٣) والحاكم (٢ / ٣٧١ ـ ٣٧٢) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وقال الحاكم : صحح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٤٦٥) وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وعثمان الدارمي في «التوحيد» وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في «الأسماء والصفات».
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٠٤) عن الضحاك.
(٥) ينظر : الفخر الرازي ٢١ / ١٥٢.