اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

بالنصب فيهما على أنهما مفعولان ، وهما على ما تقدّم من كون كلّ واحد ، يجوز أن يكون المفعول الأول ، أو الثاني ، بالتأويل المتقدّم في جعل الرحمة ذاكرة مجازا.

فصل في تأويل هذه الحروف المقطعة

قال ابن عباس : هذه الحروف اسم من أسماء الله تعالى (١) ، وقال قتادة : اسم من أسماء القرآن (٢).

وقيل : اسم للسّورة.

وقيل : هو قسم أقسم الله به ويروى عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله (كهيعص) قال: الكاف من كريم وكبير ، والماء من هاد ، والياء من رحيم والعين من عليم ، وعظيم ، والصاد من صادق(٣).

وعن ابن عبّاس أيضا أنّه حمل الياء على الكريم مرّة ، وعلى الحكيم أخرى.

وعن ابن عباس في العين أنّه من عزيز من عدل (٤). قال ابن (٥) الخطيب : وهذه أقوال ليست قويّة ؛ لأنّه لا يجوز من الله تعالى أن يودع كتابه ما لا تدلّ عليه اللغة ، لا بالحقيقة ، ولا بالمجاز ؛ لأنّا إن جوّزنا ذلك ، فتح علينا باب قول من يزعم أنّ لكلّ ظاهر باطنا ، واللغة لا تدلّ على ما ذكروه ؛ لأنها ليست دلالة «الكاف» على الكافي أولى من دلالته على الكريم ، والكبير ، أو على اسم آخر من أسماء الرّسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ أو الملائكة ، أو الجنّة ، أو النّار ، فيكون حملها على بعضها دون البعض تحكّما.

فصل في المراد بقوله تعالى : (رَحْمَتِ رَبِّكَ)

يحتمل أن يكون المراد من قوله (رَحْمَتِ رَبِّكَ) أنه عنى عبده زكريّا ، ثم في كونه رحمة وجهان :

أحدهما : أن يكون «رحمة» على أمّته ؛ لأنّه هداهم إلى الإيمان والطّاعة.

والثاني : أن يكون رحمة على نبيّنا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وعلى أمّته ؛ لأنّ

__________________

(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٠٢).

(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٠٥) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٤٦٦) وعزاه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد.

(٣) أخرجه الطبري (٨ / ٣٠٣) والحاكم (٢ / ٣٧١ ـ ٣٧٢) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس.

وقال الحاكم : صحح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٤٦٥) وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وعثمان الدارمي في «التوحيد» وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في «الأسماء والصفات».

(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٣٠٤) عن الضحاك.

(٥) ينظر : الفخر الرازي ٢١ / ١٥٢.