اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٣ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

واعلم أن الأسماء الواردة في القرآن منها ما ليس بانفراده ثناء ومدحا (١) ، كقوله : جاعل ، وفالق (٢) ، وصانع. فإذا قيل : «فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا» (٣) صار (٤) مدحا (٥) وأما الاسم الذي يكون مدحا فمنه ما إذا قرن بغيره صار أبلغ نحو قولنا : حيّ ، فإذا قيل : الحيّ القيّوم ، أو الحيّ (٦) الّذي لا يموت. كان أبلغ. وأيضا بديع. فإذا قلت : بديع السّموات والأرض ، ازداد المدح.

ومن هذا الباب ما كان اسم مدح ولكن لا يجوز إفراده ، كقولنا : دليل ، وكاشف ، فإذا قيل : يا دليل المتحيرين ، يا كاشف الضرّ والبلوى جاز.

ومنه ما يكون اسم مدح مفردا ومقرونا كقولنا : الرّحيم الكريم (٧) (ومن الأسماء ما يكون تقارنها أحسن كقولك : الأول الآخر ، المبدىء المعيد ، الظاهر الباطن ، العزيز الحكيم) (٨).

قوله تعالى (٩) : (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (٩) إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (١٠) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى)(١١)

قوله تعالى : (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى. إِذْ رَأى ناراً)(١٠) ... الآية : لما عظم حال القرآن ، وحال الرسول عليه‌السلام (١١) بما كلّفه أتبع ذلك بما يقوي قلب رسوله من ذكر أحوال الأنبياء تقوية لقلبه في الإبلاغ (١٢) ، كقوله تعالى (١٣) : (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ)(١٤). وبدأ بموسى لأن فتنته كانت أعظم (ليتسلّى قلب الرسول عليه‌السلام بذلك ، ويصبر على تحمل المكاره. قوله : (وَهَلْ أَتاكَ) يحتمل أن يكون هذا أول ما أخبر به من أمر موسى فقال : (وَهَلْ أَتاكَ) أي لم يأتك إلى الآن) (١٥) وقد أتاك الآن فتنبه له ، وهذا قول الكلبي. ويحتمل أن يكون قد (١٦) أتاه ذلك في الزمان المتقدم فكأنه قال : أليس قد أتاك ، وهذا قول مقاتل والضحاك عن ابن عباس ، وهذا وإن كان

__________________

(١) في ب : ومدح.

(٢) في ب : فالق وجاعل.

(٣) [الأنعام : ٩٦] و«جاعل» قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر ، و«جعل» قراءة عاصم وحمزة والكسائي. السبعة ٢٦٣.

(٤) صار : سقط من ب.

(٥) في ب : ثناء ومدح.

(٦) أو الحي : مكرر في الأصل.

(٧) في ب : الرحيم العزيز الحكيم.

(٨) ما بين القوسين سقط من ب.

(٩) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ١٤ ـ ١٥.

(١٠) «إِذْ رَأى ناراً» : سقط في ب.

(١١) عليه‌السلام : سقط من ب.

(١٢) في ب : البلاغ.

(١٣) تعالى : سقط من ب.

(١٤) [هود : ١٢٠].

(١٥) ما بين القوسين سقط من ب وفيه : أتاك لم يأتك ألما لأن وهو تحريف.

(١٦) قد : سقط في ب.