(أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها) التوكّؤ والاتّكاء واحد كالتوقي والاتقاء. أي أعتمد عليها إذا عييت ، أو وقفت على رأس القطيع (١)(وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) أي : أضرب أغصان الشجر ليسقط ورقها على الغنم (فتأكله) (١)(٢).
(وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) أي حوائج ومنافع ، وإنما أجمل في المآرب رجاء أن يسأله ربه عن تلك (٣) المآرب ، فيسمع كلام الله مرة أخرى ، ويطول أمر المكالمة بسبب (ذلك) (٤)(٥).
قال (٦) وهب (٧) : كانت ذات شعبتين (ومحجن ، فإذا طلب ثمر الشجرة جناه بالمحجن ، فإذا حاول كسره لواه بالشعبتين) (٨). فإذا سار وضعها على عاتقه يعلق عليها أداته من القوس والكنانة والثياب ، وإذا كان في البرية ركزها (٩) وألقى عليها كساء (١٠) فكان ظلا.
وقيل : كان فيها من المعجزات أنه كان يستقي بها فتطول طول البئر ، وتصير شعبتاها دلوا ، ويصيران شمعتين (١١) في الليل وإذا ظهر عدو حاربت عنه ، وإذا اشتهى ثمرة ركزها فأورقت وأثمرت ، وكان يحمل عليها زاده وماءه (١٢) وكانت يابسة (١٣) ويركزها فينبع الماء ، وإذا رفعها نضب (١٤) ، وكانت تقيه الهوام (١٥)(١٦) قال مقاتل : كان اسمها نبعة (١٧).
وروي عن ابن عبّاس : أنها كانت تماشيه وتحدثه (١٨).
قال الله تعالى : (أَلْقِها يا مُوسى) أي انبذها.
قال وهب : ظن موسى أنه يقول أرفضها «فألقاها» على وجه الأرض ثم نظر إليها (فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) صفراء أعظم ما تكون من الحيات تمشي بسرعة (١٩) لها عرف
__________________
(١) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٢٦.
(١) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٢٦.
(٢) ما بين القوسين في ب : فتأكل.
(٣) في ب : ذلك.
(٤) انظر الفخر الرازي ٢٢ / ٢٧.
(٥) ما بين القوسين سقط من ب.
(٦) في ب : فصل وقال.
(٧) من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي ٢٢ / ٢٢.
(٨) ما بين القوسين سقط من ب.
(٩) الركز : غرزك شيئا منتصبا كالرّمح ونحوه ، تركزه ركزا في مركزه ، وقد ركزه يركزه ويركزه ركزا وركّزه : غرزه في الأرض. اللسان (ركز).
(١٠) في ب : شعبتاها. وهو تحريف.
(١١) في ب : شمعتان. وهو تحريف.
(١٢) في ب : وكان يحمل زاده وماؤه.
(١٣) في ب : بالية. وهو تحريف.
(١٤) في ب : نصب. وهو تصحيف.
(١٥) الهوامّ : ما كان من خشاش الأرض نحو العقارب وما أشبهها الواحدة هامة لأنها تهمّ ، أي : تدب ، وهميمها دبيبها. والهوامّ : الحيّات وكل ذي سم يقتل سمّه. اللسان (همم).
(١٦) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ٢٧.
(١٧) انظر البغوي : ٥ / ٤١٦.
(١٨) المرجع السابق.
(١٩) انظر البغوي ٥ / ٤١٧.