وانفك) ، فيعمل بشرط النفي (١) أو شبهه (٢) عمل (كان) ، فيقال (٣) : «ما وني زيد قائما ، وأنشد ابن مالك (٤) شاهدا على ذلك قوله :
٣٦٥٩ ـ لا يني الحبّ (٥) شيمة الحبّ ما دا |
|
م فلا يحسبنّه ذا ارعواء (٦) |
أي : لا يزال الحب (٧) بضم الحاء شيمة الحبّ (٨) أي : بكسرها وهو المحب (٩). ومن منع ذلك يتأول (١٠) البيت على حذف حرف الجر (١١) ، لأنّ (١٢) هذا الفعل (١٣) يتعدى تارة ب (عن) وتارة ب (في) (١٤) يقال : ما ونيت عن حاجتك ، أو : في حاجتك فالتقدير : لا يفتر الحب في شيمة المحب ، وفيه مجاز بليغ وقد عدي في الآية الكريمة ب (في).
قرأ يحيى بن وثّاب «ولا تنيا» بكسر التاء (١٥) إتباعا لحركة النون ، وسكن الياء في «ذكري»(١٦).
وقرأ أهل الحجاز (١٧) وأبو عمرو «لنفسي اذهب» (١٨) و«ذكري اذهبا» (١٩) و (إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا)(٢٠) و(٢١)(مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ)(٢٢) بفتح الياء فيهن وافقهم (٢٣) أبو بكر في (مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ).»
__________________
(١) في ب : بنفي الشرط. وهو تحريف.
(٢) في ب : و. وهو تحريف.
(٣) في ب : فيقول.
(٤) انظر شرح التسهيل ١ / ٣٣٤.
(٥) في ب : الخير. وهو تحريف.
(٦) البيت من بحر الخفيف لم أهتد لقائله. شرح التسهيل ١ / ٣٣٤ ، البحر المحيط ٦ / ٢٥٣ ، الهمع ١ / ١١٢ ، الدرر ١ / ٨٢.
الحبّ بضم الحاء : الوداد والمحبة. الحبّ : بكسر الحاء : الحبيب.
وروي : (لا يني الخبّ شيمه الخبّ) فالخبّ بالكسر : الخداع والغش ، والخبّ : بالفتح الذي يخدع.
الشاهد فيه أن ابن مالك استشهد به على أنّ (ونى) من أخوات (زال وانفك) فيعمل بشرط النفي أو شبهه والتقدير : لا يزال الحبّ.
(٧) في ب : والحرب. وهو تحريف.
(٨) في ب : و. وهو تحريف.
(٩) في ب : المحبة. وهو تحريف.
(١٠) في ب : تأول.
(١١) قال السيوطي : (وقال أبو حيان : ذكر أصحابنا أن «ونى» زادها بعض البغداديين في أفعال هذا الباب لأن معناها معنى (ما زال) نحو ما ونى زيد قائما ورد بأنه لا يلزم من كونها بمعناها مساواتها لها في العمل ، ألا ترى أن (ظلّ زيد قائما) معناه : أقام زيد قائما النهار ، ولم يجعل العرب ل (أقام) اسما ولا خبرا كما فعلت ذلك ب (ظلّ) ، قالوا والتزام التنكير في المنصوب بها دليل على أنه حال ....
فالمنصوب في (البيت) على إسقاط الخافض ، أي : لا يني عن شيمة الحب) الهمع ١ / ١١٢.
(١٢) في ب : فإن.
(١٣) في ب : البيت. وهو تحريف.
(١٤) في ب : تارة بفي وتارة بعن.
(١٥) في ب : بكسر النون وكسر التاء.
(١٦) انظر البحر المحيط ٦ / ٢٤٥.
(١٧) نافع وابن كثير.
(١٨) نهاية الآية (٤١) وبداية الآية (٤٢).
(١٩) نهاية الآية (٤٢) وبداية الآية (٤٣) من سورة طه.
(٢٠) من قوله تعالى : «وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً» [الفرقان : ٣٠].
(٢١) و : سقط من ب.
(٢٢) [الصف : ٦].
(٢٣) في ب : وأهمز. وهو تحريف.