بكسر السين وفتح الراء مصدر (سرع) بفتح السين وضم الراء.
تقول : سرع سرعا (١) كصغر صغرا.
والأصل : وناة ، فأبدلوا الهمزة (٢) من الواو كأحد في وحد وليس بالقياس (٣) ، وفي الحديث : «إنّ فيك لخصلتين يحبّهما الله الحلم والأناة» (٤).
والواني : المقصّر في أمره ، قال الشاعر :
٣٦٥٨ ـ فما أنا بالواني ولا الضّرع الغمر (٥)
وونى (٦) فعل لازم لا يتعدى (٧) وزعم بعضهم (٨) أنه يكون من أخوات (زال
__________________
ـ السّرعة : نقيض البطء. سرع يسرع سراعة وسرعا وسرعا وسرعا وسرعا وسرعة ، فهو سرع وسريع وسراع ، والأنثى بالهاء. وقد تقدم.
(١) في ب : يقال سرعا سرع.
(٢) الهمزة : سقط من ب.
(٣) إذا وقعت الواو في أول الكلمة مفتوحة لم تبدل همزة إلا فيما سمع لأن الفتحة بمنزلة الألف ، فكما لا تستثقل الألف والواو في (عاود) وأمثاله فكذلك لا تستثقل الواو المفتوحة. والذي سمع في ذلك (أجم) في (وجم) و(أناة) في (وناة) و(أحد) في (وحد) و(أسماء) في (وسماء) اسم امرأة على فعلاء وليس بجمع.
قال سيبويه : (وقالوا : وجم وأجم ، ووناة وأناة ، وقالوا : أحد وأصله وحد ، لأنه واحد ، فأبدلوا الهمزة لضعف الواو عوضا لما يدخلها من الحذف والبدل وليس ذلك مطردا في المفتوحة) الكتاب ٤ / ٣٣١.
انظر سر صناعة الإعراب ١ / ٩٢ ، الممتع ١ / ٣٣٥.
(٤) أخرجه مسلم (الإيمان) ١ / ٤٨ ، ٤٩ ، أبو داود (أدب) ٥ / ٣٩٥ ـ ٣٩١ الترمذي (البر والصلة) ٣ / ٢٤٧ ، ابن ماجة ٢ / ١٤٠١ ، أحمد ٣ / ٢٣ ، ٤ / ٢٠٦.
(٥) عجز بيت من بحر الطويل ، لم أهتد إلى قائله ، وصدره :
أناة وحلما وانتظارا بهم غدا
وهو تفسير ابن عطية ١ / ٣٢ ، واللسان (ضرع) ، البحر المحيط ٦ / ٢٤٤ الضّرع : هو الغمر الضعيف من الرجال ، رجل ضارع بين الضروع والضّراعة : ناحل ضعيف. الغمر : الذي لم يجرب الأمور ، ولا خبرة له بحرب ولا أمر ، ولم تحكنه التجارب. والشاهد في البيت هو أنّ الواني بمعنى الضعيف المتباطىء في الأمر بسبب ضعفه وعجزه.
(٦) في ب : ونى.
(٧) البحر المحيط ٦ / ٢٤٣ ، وقال أبو حيان : (وإذا عدّي فب (عن) وب (في)).
(٨) وهو ابن مالك ، فإنه قال : وقيدت : ونى ورام الملحقتان بهن (يريد يزال وأخوتها) بمرادفتهما لهن ، احترازا من ونى بمعنى فتر ، ومن رام بمعنى حاول وبمعنى تحول ، ومضارع التي بمعنى حاول يروم ، ومضارع التي بمعنى تحول يريم ، وهكذا مضارع المرادفة زال ، وهي وونى بمعنى زال غريبتان ، ولا يكاد النحويون يعرفونهما إلا من عنى باستقرار الغريب ، ومن شواهد استعمالهما قول الشاعر :
لا يني الخبّ شيمة الخبّ ما دا |
|
م فلا يحسبنّه ذا ارعواء |
شرح التسهيل ١ / ٣٣٤.