أَنْزَلْناهُ)(١)(وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ)(٢)(وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)(٣)(يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ)(٤). وفي تسمية القرآن بالذكر وجوه (٥) :
أحدها (٦) : أنه كتاب فيه ذكر ما يحتاج (٧) إليه الناس من أمور (٨) دينهم ودنياهم.
وثانيها (٩) : أنه يذكر أنواع آلاء الله ونعمائه ، وفيه التذكير والموعظة.
وثالثها (١٠) : فيه الذكر والشرف لك ولقومك (١١) كما قال : (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ)(١٢) وسمى الله تعالى كل كتاب أنزله ذكرا (١٣) فقال تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ)(١٤) وكما بيّن (١٥) نعمته بذلك بيّن وعيده لمن أعرض عنه فقال : «من (١٦) أعرض عنه فإنّه يحمل يوم القيامة وزرا» أي : من أعرض عن القرآن ولم يؤمن به (١٧) ولم يعمل بما فيه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا ، والوزر هو العقوبة الثقيلة (١٨) ، سماها (١٩) وزرا لثقلها على المعاقب تشبيها بالحمل الثقيل (٢٠). وقيل : حملا ثقيلا من الإثم (٢١). قوله : (مَنْ أَعْرَضَ) يجوز أن تكون «من» شرطية أو موصولة (٢٢) ، والجملة الشرطية أو الخبرية الشبيهة بها في محل نصب صفة ل «ذكرا» (٢٣). قوله : (خالِدِينَ فِيهِ) حال من فاعل «يحمل» (٢٤). فإن قيل : كيف يكون الجمع (٢٥) حالا من مفرد؟
فالجواب : أنه حمل على لفظ «من» (٢٦) فأفرد الضمير في قوله : «أعرض» و«فإنّه» و«يحمل» ، وعلى معناها فجمع في «خالدين» و«لهم» (٢٧) ، والمعنى مقيمين في عذاب
__________________
(١) [الأنبياء : ٥٠].
(٢) من قوله تعالى : «وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ» [الزخرف : ٤٤].
(٣) [سورة ص : ١].
(٤) [سورة الحجر : ٦].
(٥) في ب : وتسمية القرآن بالذكر فيه وجوه.
(٦) في ب : الأول.
(٧) في ب : ما يحتاجون.
(٨) تمور : سقط من ب.
(٩) في ب : الثاني.
(١٠) في ب : الثالث.
(١١) في ب : فيه الشرف لك ولقومك والذكر لك ولقومك.
(١٢) [الزخرف : ٤٤].
(١٣) في الأصل : ذكر. وهو تحريف.
(١٤) [النحل : ٤٣][الأنبياء : ٧].
(١٥) في ب : ولمّا.
(١٦) في الأصل : ومن. وهو تحريف.
(١٧) به : سقط من الأصل.
(١٨) في ب : الشديدة الثقيلة.
(١٩) في ب : سماها الله تعالى.
(٢٠) آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي ٢٢ / ١١٣ ـ ١١٤.
(٢١) مجاز القرآن ٢ / ٢٩.
(٢٢) في ب : يجوز أن تكون موصولة وأن تكون شرطية.
(٢٣) في ب : لذكري. وهو تحريف.
(٢٤) في الآية السابقة : (١٠٠) وانظر البيان ٢ / ١٥٤ التبيان ٢ / ٩٠٤.
(٢٥) في ب : الجمع يكون.
(٢٦) من : سقط من ب.
(٢٧) البيان ٢ / ١٥٤ ، التبيان ٢ / ٩٠٤.