ولا معنى لكونه متكلما الا قيام الكلام بذاته فيكون من جملة صفاته والا لم يكن متكلما بالقرآن العربي ولا بغيره.
* * *
والله قال وقائل وكذا يقول |
|
الحق ليس كلامه بالفاني |
ويكلم الثقلين يوم معادهم |
|
حقا فيسمع قوله الثقلان |
وكذا يكلم حزبه في جنة الحي |
|
وان بالتسليم والرضوان |
وكذا يكلم رسله يوم اللقا |
|
حقا فيسألهم عن التبيان |
ويراجع التكليم جل جلاله |
|
وقت الجدال له من الانسان |
ويكلم الكفار في العرصات تو |
|
بيخا وتقريعا بلا غفران |
ويكلم الكفار أيضا في الجح |
|
يم أن اخسئوا فيها بكل هوان |
والله قد نادى الكليم وقبله |
|
سمع الندا في الجنة الأبوان |
وأتى الندا في تسع آيات له |
|
وصفا فراجعها من القرآن |
الشرح : كما أن الله عزوجل يوصف بالتكليم والتكلم ، فكذلك يوصف بالقول وهو اللفظ المسموع ، فهو قد قال في الماضي وقائل الآن وسيقول غدا ، وقوله الحق الثابت الذي لا يخالطه باطل وكلماته لا نفاد لها ولا فناء قال تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) [لقمان : ٢٧] وهو سبحانه يكلم الثقلين من الانس والجن بكلام يسمعونه يوم القيامة وكذا يكلم أولياءه في جنة الخلد فيسلم عليهم ، ثم يقول لهم هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى ألم تدخلنا جنتك وتنجنا من نارك فيقول سبحانه سأعطيهم أفضل من ذلك ، فيقولون يا ربنا وما أفضل من ذلك فيقول سأحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ، كما ورد في الحديث.
وكذا يكلم رسله ويسألهم عن تبليغ الرسالة كما قال تعالى : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) [المائدة :