ثم قال الشيخ بعد ذكر ضلالة هؤلاء الملاحدة : هذا هو المعبود عند هؤلاء السفهاء الحمقى فسبح ربك أيها المؤمن ونزهه عما يقول الجاهلون ثم ناداهم الشيخ مسفها وموبخا ، يا أمة معبودها موطوءها ، أين الاله من ثغرة الطغيان ، يا أمة قد صار جميع أنواع الكفر والضلال ، جزءا يسيرا من كفرها وضلالها.
* * *
فصل
في قدوم ركب آخر
وأتى فريق ثم قال وجدته |
|
بالذات موجودا بكل مكان |
هو كالهواء بعينه لا عينه |
|
ملأ الخلاء ولا يرى بعيان |
والقوم ما صانوه عن بئر ولا |
|
قبر ولا حش ولا أعطان |
بل منهم من قد رأى تشبيهه |
|
بالروح داخل هذه الأبدان |
ما فيهم ما قال ليس بداخل |
|
أو خارج عن جملة الأكوان |
لكنهم حاموا على هذا ولم |
|
يتجاسروا من عسكر الإيمان |
وعليهم رد الأئمة أحمد |
|
وصحابه من كل ذي عرفان |
فهم الخصوم لكل صاحب سنة |
|
وهم الخصوم لمنزل القرآن |
ولهم مقالات ذكرت أصولها |
|
لما ذكرت الجهم في الأوزان |
الشرح : بعد أن فرغ المؤلف من ذكر مقالة ابن عربي وأضرابه من القائلين بمذهب وحدة الوجود شرع في بيان مقالة الحلولية ، وينبغي أن يعلم أن أصحاب الحلول فريقان : فريق يقول بالحلول الخاص في بعض أفراد البشر ، كما ذهب إليه النصارى في عيسى عليهالسلام ، حيث زعموا أن اللاهوت وهو الله حل في الناسوت ، أي في جسد عيسى وكما ادعاه في الاسلام السبأية أتباع عبد الله بن سبأ الذي قال هو وأتباعه بألوهية علي رضي الله عنه ، وقد حرقهم علي بالنار ، وكذلك الخطابية في جعفر الصادق ، وكان الحسين بن منصور الحلاج يزعم أن الله حل فيه ، ويقول في بعض شعره :