(وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) [مريم : ٥٢].
* * *
وأذكر حديثا لابن مسعود صر |
|
يحا أنه ذو أحرف ببيان |
الحرف منه في الجزا عشر من ال |
|
حسنات ما فيهن من نقصان |
وانظر الى السور التي افتتحت بأح |
|
رفها ترى سرا عظيم الشأن |
لم يأت قط بسورة الا أتى |
|
في أثرها خبر عن القرآن |
اذ كان أخبارا به عنها وفي |
|
هذا الشفاء لطالب الإيمان |
ويدل أن كلامه هو نفسها |
|
لا غيرها والحق ذو تبيان |
فأنظر إلى مبدأ الكتاب وبعدها الا |
|
عراف ثم كذا الى لقمان |
مع تلوها أيضا ومع حم مع |
|
يس وافهم مقتضى القرآن |
الشرح : مما يدل على أن القرآن الذي هو كلام الله هو هذا المؤلف من الحروف والألفاظ الذي نتلوه بألسنتنا ، ونحفظه في صدورنا ، ونكتبه بالمداد في صحفنا ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم من قوله «من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف» وكذلك اذا تأملنا السور التي افتتحت بالفواتح من مثل : ألم ، والمص ، والر ، والمر ، وحم ، ويس ، ون ، وق ... الخ. نرى سرا عجيبا وهو أنه لم تفتتح سورة ببعض هذه الفواتح الا ورد على أثرها خبر عن القرآن اذ كان القرآن مخبرا به عنها مما يدل أعظم دلالة على أن القرآن هو نفس هذه الفواتح وأنه مركب من الحروف التي اشتملت عليها ، نرى ذلك في أول سورة البقرة أعني قوله تعالى : (الم* ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة : ١ ، ٢] ثم في الأعراف : أعني قوله سبحانه : (المص* كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ) [الأعراف : ١ ، ٢] الآية. ونراه كذلك في أول لقمان هكذا (الم* تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) [لقمان : ١ ، ٢] ثم في السورة التي تتلوها ، أعني سورة السجدة : الم تنزيل ، وهو قوله تعالى : (الم* تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ