(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (١٤) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥))
شرح الكلمات :
(يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) : أي يخافونه وهم غائبون عن أعين الناس فلا يعصونه.
(لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) : أي لذنوبهم وأجر كبير هو الجنة.
(أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ) : أي كيف لا يعلم سركم كما يعلم جهركم وهو الخالق لكم فالخالق يعرف مخلوقه.
(وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) : أي بعباده الخبير بهم وبأعمالهم.
(ذَلُولاً) : أي سهلة للمشي والسير عليها.
(فَامْشُوا فِي مَناكِبِها) : أي في جوانبها ونواحيها.
(وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) : أي إليه وحده مهمة نشركم أي إحياءكم من قبوركم للحساب والجزاء.
معنى الآيات :
لما ذكر تعالى جزاء الكافرين وأنه عذاب السعير رغب في الإيمان والطاعة للنجاة من السعير فقال (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ (١) رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ) أي يخافونه وهم لا يرونه ، وكذا وهم في غيبة عن الناس فيطيعونه ولا يعصونه هؤلاء (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لما فرط من ذنوبهم (وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) عند ربهم أي الجنة. ولما قال بعض المشركين في مكة لا تجهروا بالقول فيسمعكم إله محمد فيطلعه على قولكم قال تعالى ردا عليهم وتعليما (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ) فإنه يعلم السر وما هو أخفى منه كحديث
__________________
(١) بعد ذكر جزاء أهل الكفر والشرك والشر والفساد ذكر تعالى جزاء أهل الإيمان والتوحيد والخير والصلاح فكان الأسلوب اسلوب الترهيب والترغيب الذي عرف به القرآن الكريم كتاب الهداية الإلهية.