النفس وخواطرها (إِنَّهُ (١) عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) أي بما هو مكنون مستور في صدور الناس (أَلا يَعْلَمُ مَنْ (٢) خَلَقَ) أي كيف لا يعلم من خلقهم (وَهُوَ اللَّطِيفُ) بهم (الْخَبِيرُ) بأحوالهم وأعمالهم. وقوله تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً) أي (٣) سهلة (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها) جوانبها ونواحيها شرقا وغربا (وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) الذي خلق لكم ، وإليه وحده نشوركم أي إحيائكم واخراجكم من قبوركم ليحاسبكم ويجزيكم على إيمانكم وطاعتكم بخير الجزاء وهو الجنة ونعيمها ، وعلى كفر من كفر منكم وعصى بشر الجزاء وهو النار وعذابها.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ فضيلة الإيمان بالغيب ومراقبة الله تعالى في السر والعلن.
٢ ـ مشروعية السير في الأرض لطلب الرزق من التجارة والفلاحة وغيرهما.
٣ ـ تقرير عقيدة البعث والجزاء.
(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (١٨) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (١٩))
شرح الكلمات :
(أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ) : أي يجعلها بحيث تغورون فيها وتصبحون في جوفها.
(فَإِذا هِيَ تَمُورُ) : أي تتحرك وتضطرب حتى يتم الخسف بكم.
(أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً) : أي ريحا عاصفا نرميكم بالحصباء فتهلكون.
(كَيْفَ نَذِيرِ) : أي كان عاقبة انذاري لكم بالعذاب على ألسنة رسلي.
__________________
(١) (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) الجملة تعليل للتسوية بين السر والجهر من أقوال المشركين نحو قوله أصبروا أو لا تصبروا أي استوى عنده السر والجهر كما استوى عند أهل النار الصبر والجزع.
(٢) ألا يعلم السر من خلق السر أي أنا خلقت السر في القلب أفلا أكون عالما بما في قلوب العباد. إذ لا بد وأن يكون الخالق عالما بما خلق والاستفهام إنكاري وجملة وهو اللطيف الخبير في محل نصب حال.
(٣) (ذَلُولاً) فعول بمعنى مفعول أي مذللة مسخرة منقادة لما تريدون منها من مشي عليها وزرع وغرس وبناء وإنشاء وتعمير.