وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣))
شرح الكلمات :
(كَلَّا) : أي حقا وأن الأمر ليس كما يظن المطففون.
(لَفِي سِجِّينٍ) : سجين علم على كتاب ديوان الشر دون فيه أعمال الشياطين وأعمال الكفرة وهو أيضا موضع في أسفل الأرض السابعة فيه سجين الذي هو ديوان الكتب وبه أرواح الأشقياء عامة.
(كِتابٌ مَرْقُومٌ) : أي مسطور بين الكتابة فيه أعمالهم.
(بِيَوْمِ الدِّينِ) : أي يوم القيامة الذي هو يوم الحساب والجزاء.
(كُلُّ مُعْتَدٍ) : أي ظالم مضيع حقوق ربه تعالى وحقوق غيره.
(أَثِيمٍ) : منغمس في الآثام مكثر منها.
(أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) : أي ما سطره الأولون من القصص والأخبار التي لا تصح.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في التحذير من الظلم والفسق عن أوامر الرب تبارك وتعالى وقوله تعالى (كَلَّا) (١) أي ليس الأمر كما يظن المطففون والباخسون للحقوق أنه لا دقة في الحساب والجزاء أو أن مثل هذا لا يكتب ولا يحاسب عليه ولا يجزى به حقا (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ) أي الظلمة الفاجرين عن الشرع وحدوده (لَفِي سِجِّينٍ) موضع في أسفل الخلق به أرواح الكافرين والظالمين وكتب أعمالهم ، وقوله (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ) (٢) أي وما أعلمك يا رسولنا ما سجين تفخيم لشأنه. وقوله (٣) (كِتابٌ مَرْقُومٌ) بيان لكتاب الفجار أي أنه مكتوب مسطور بين الكتابة ، (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) أي العذاب الأليم بوادي الويل يوم القيامة للمكذبين بالله وآياته ولقائه المكذبين بيوم الجزاء والحساب وقوله تعالى : (وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ) (٤) يريد وما يكذب بيوم الجزاء والحساب إلا كل معتد ظالم متجاوز للحد أثيم مرتكب للذنوب والآثام بفسقه عن أوامر ربه وخروجه عن طاعة الله بغشيانه
__________________
(١) (كَلَّا) كلمة ردع وزجر لأولئك الذين يطففون ألا فلينزجروا ويتركوا التطفيف والبخس في الكيل والوزن.
(٢) الاستفهام للتهويل من شأن سجين.
(٣) (كِتابٌ) خبر محذوف المبتدأ والتقدير هو أي كتاب الفجار كتاب مرقوم.
(٤) الأثيم مبالغة في الإثم أي كثير الإثم والإثم كل اعتقاد أو قول أو عمل ضار قبيح أو فاسد.