أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٧) فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨))
شرح الكلمات :
(وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ) : أي ولقد مكنا قوم عاد من القوة التي لم نمكنكم أنتم من مثلها.
(وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصاراً) : وجعلنا لهم أسماعا وأبصارا.
(فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ) : أي من الإغناء.
(إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللهِ) : أي لعلة هي أنهم كانوا يجحدون بآيات الله وهي حججه البيّنة.
(وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) : أي نزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزئون به.
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى) : أي من أهل القرى كعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين.
(وَصَرَّفْنَا الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) : أي كررنا الحجج وضربنا الأمثال ونوعنا الأساليب لعلهم يرجعون إلى الحق فيؤمنون ويوحدون.
(فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً) : أي فهلا نصرهم بدفع العذاب عنهم الذين اتخذوهم من دون الله آلهة يتقربون بهم إلى الله في زعمهم.
(بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ) : أي غابوا عنهم عند نزول العذاب.
(وَذلِكَ إِفْكُهُمْ وَما كانُوا يَفْتَرُونَ) : أي خذلان آلهتهم لهم وعدم نصرتهم لهم بل غيابهم عنهم هو إفكهم وافتراؤهم الذي كانوا يفترونه.
معنى الآيات :
ما زال السياق في مطلب هداية قريش انه لما قص تعالى عليهم قصة عاد وتجلت فيها عظات كثيرة وعبرة كبيرة قال لهم (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ) (١) أي قوم عاد مكناهم في الأرض فأعطيناهم من مظاهر
__________________
(١) الجملة في محل نصب على الحال من واو الجماعة في قوله : (قالُوا أَجِئْتَنا) والكلام مستعمل في التعجيب من عدم انتفاعهم بمواهب عقولهم.