السلام ـ ، وكفى به دليلا ، أما النص فـ (قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ)) [المائدة : ٥٥] (١) ووجه الاستدلال بهذه الآية أنها نزلت في علي ـ عليهالسلام ـ فقط ، فقد أثبت الله له فيها الولاية كما أثبتها لنفسه ولرسوله ، والولاية هنا هي ملك التصرف ، وذلك معنى الإمامة.
وهذه الدلالة تنبني على ثلاثة أصول : أحدها : أنها نزلت في علي ، والثاني : أن المراد بها الرئيس الذي يلي التصرف ، والثالث : أن ذلك هو معنى الإمامة.
أما الأصل الأول : وهو أن الآية نزلت في علي ـ عليهالسلام ـ وصفة ذلك ما روي أن سائلا كان يسأل في مسجد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم والناس بين قائم وراكع فلم يعطه أحد شيئا ، فقال : اللهم إني أشهدك أني سألت في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم أعط شيئا ، وعلي في حال الركوع فأشار إليه بخاتمه فنزعه وأخذه السائل ، ونزلت الآية على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فخرج والناس بين قائم وراكع ، فبصر بالسائل فقال : «هل أعطاك أحد شيئا؟» قال : نعم ، وأشار إلى علي ـ عليهالسلام ـ فتلا صلىاللهعليهوآلهوسلم الآية.
وعن سلمة بن كهيل (٢) قال : تصدق علي بخاتمه فنزلت : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ)
__________________
(١) سبب نزول الآية الكريمة : أخرجه الهادي ـ عليهالسلام ـ في الأحكام ، وفي تفسير آل محمد في جوابات نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم ، وأخرجه المؤيد بالله في أماليه بسنده إلى كامل أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ عبد الله بن الحسن ـ عليهالسلام ـ ، وأخرجه أيضا من طريق الناصر للحق الحسن بن علي ووالده علي بن الحسن سندا إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ، وأخرجه صاحب جامع آل محمد عن الإمام الحسن بن يحيى بن الحسين ـ عليهمالسلام ـ ، وأخرجه الإمام المرشد بالله ـ عليهالسلام ـ في أماليه بسنده إلى ابن عباس ، ورواه الإمام المرشد بالله بسنده إلى أبي هريرة ، ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل عن أبي جعفر الباقر ، وعن ابن عباس من ثلاث طرق ، وعن جابر بن عبد الله وعن عبد الله بن أوفى ، وعن أبي سعيد وعن أبي هريرة ، وروى ذلك الحلي في كتاب العمدة عن ابن عباس وعن أبي جعفر.
(٢) سلمة بن كهيل : ممن تابع الإمام زيد بن علي ـ عليهالسلام ـ واشتهر بالرواية عنه وعداده في الزيدية وثقات محدثي الشيعة ، أخرج له من أئمتنا الهادي ـ عليهالسلام ـ والخمسة ، ومن غيرهم البخاري ومسلم والأربعة ، ووثقه أحمد والعجلي وغمزه بالتشيع ، أفاده سيدي عبد الله بن الإمام ـ رحمهالله ـ.