يقال له : خم فيه غدير ماء ينسب إليه ، فنزل صلىاللهعليهوآلهوسلم على ذلك الغدير وكسح له صلىاللهعليهوآلهوسلم تحت دوحات حوله وأمر مناديا فنادى : الصلاة جامعة ، ثم أخذ بيدي علي ـ عليهالسلام ـ وقال : («ألستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» (١) وفي رواية : «وانصر من نصره واخذل من خذله».
ووجه الاستدلال بهذا الخبر أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أثبت لعلي ـ عليهالسلام ـ كونه مولى لجميع المؤمنين كما أنّ الله تعالى مولاهم ورسوله ، والمولى هنا هو السيد الرئيس الذي يلي التصرف ، وهذه الدلالة تنبني على ثلاثة أصول : أحدها : في بيان صحة الخبر ، وثانيها : في أن المولى هاهنا هو الرئيس الذي يلي التصرف ، وثالثها : أنّ ذلك هو معنى الإمامة.
أما الأصل الأول ، وهو الذي يدل على صحته : فالذي يدل على ذلك وجهان : أحدهما : إجماع العترة الطاهرة ، وحكم المجمع على صحته ، وأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قاله ، حكم المتواتر في نقله.
والثاني : النقل الظاهر المشتهر المتلقى بالقبول المخرّج في الصحيحين وغيرهما من كتب الحديث ، عن بعضهم أن طرق هذا الحديث خمس وسبعون طريقا.
__________________
(١) قال مولانا أبو الحسين : مجد الدين بن محمد ـ حفظه الله ـ في اللوامع (ج / ١ ص ٣٨ : وقد رواه الإمام الحسين بن الإمام ـ عليهماالسلام ـ في الهداية عن ثمانية وثلاثين صحابيا بأسمائهم غير الجملة كلها من غير طرق أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ.
وقال السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير : إن خبر الغدير يروى بمائة وثلاث وخمسين طريقا. انتهى.
وأما عن غيرهم (أعني أئمة الآل) فقد أجمع على تواتره حفّاظ جميع الطوائف وقامت به وبأمثاله حجة الله على كل موالف ومخالف ، وقد قال الذهبي : بهرتني طرقه فقطعت بوقوعه ، وعدّه السيوطي في الأحاديث المتواترة ، وقال الغزالي في سر العالمين : لكن أسفرت الحجة وجهها ، وأجمع الجماهير على خطبة يوم الغدير ، وذكر الحديث ، واعترف ابن حجر في صواعقه أنه رواه ثلاثون صحابيا ، وذكره ابن حجر العسقلاني في تخريجه أحاديث الكشاف عن سبعة عشر صحابيا ، وقال المقبلي في أبحاثه : فإن كان هذا معلوما وإلا فما في الدنيا معلوم. انتهى.