المؤازرة وشد الأزر ، ومنها أن هارون كان أحب الناس إلى موسى.
أما الأخوة : فدليلها ما هو معلوم مشهور من مؤاخاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بين كل اثنين من الصحابة وجعل عليا أخاه.
وأما المؤازرة وشد الأزر : فلأنه كان أحسن الناس بلاء في الإسلام ، وهذا مما لا شك فيه.
وأما المحبة : فلحديث الطير وغيره ، ولما بينهما من حصول أسباب المحبة من المؤازرة والأخوة والنسب والمصاهرة ، ومن جملة منازل هارون من موسى الخلافة كما قال تعالى : (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) [الأعراف : ١٤٢] فيجب ثبوت جميع هذه المنازل إلا النبوة ، ومن جملتها الخلافة.
وأما ما يعترض به هذا الخبر من أنه إنما كان يثبت ذلك لعلي ـ عليهالسلام ـ لو كان عاش هارون بعد موسى كما عاش علي ـ عليهالسلام ـ بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فلأنا نقول : لو عاش هارون بعد موسى لكان خليفة بالاتفاق ، فكذلك علي ـ عليهالسلام ـ ، ولا يشترط الاتفاق في العمر ، كمالا يشترط الاتفاق في الطول والقصر ونحو ذلك.
وأيضا قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إلا أنه لا نبي بعدي» إشارة إلى أنّ عليا يفارق هارون في هذه الجملة التي هي كونه يعيش بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وأما ما يقال : أنه كان يلزم أن يشارك علي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مدة حياته في الأمور المذكورة ومن جملتها الخلافة.
فالجواب : أن تلك المشاركة في الولاية مخصوصة بالإجماع ، على أنه ليس لأحد تصرف في حياته.
أما الأصل الرابع : وهو أن ذلك معنى الإمامة : فالذي يدل على ذلك أنه لا فرق في عرف الشرع بين الإمامة والخلافة.