(فثبت ذلك لعلي ـ عليهالسلام ـ) أي كونه خليفة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (ودل على أنه الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل).
تنبيه : اعلم : أن هذه النصوص الثلاثة هي التي يعتمدها أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ لظهورها ولتأديتها إلى العلم ، فأما ما يوصل إلى الظن من النصوص فهي كثيرة ، كحديث الطائر وهو ما رواه أنس بن مالك (١) قال : أهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم طائر مشوي فقال : «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء علي ـ عليهالسلام ـ فدق الباب ، فقلت : من هذا؟ فقال : أنا علي ، فقلت : إن النبي على حاجة ، حتى فعل ذلك ثلاثا ، فجاء الرابعة فضرب الباب برجله فدخل ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما حبسك؟ فقال : قد جئت ثلاث مرات ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم لأنس : ما حملك على ذلك؟ قال : كنت أحب أن يكون رجلا من قومي» (٢) وفي رواية أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لما سمع صوت علي قال : «وإليّ» أي وكما أنه أحب خلق الله إليه فهو أحبهم إلي ، وأنه لما اعتذر أنس بذلك قال : إن الرجل ليحب قومه. قال الإمام عز الدين : واعلم أن هذا الخبر من أجلّ الفضائل وأبلغها ، وأدلها على فضل علي ـ عليهالسلام ـ.
وقال الفقيه حميد : لأنه ـ عليهالسلام ـ لا يكون أحبهم عند الله إلا وهو أكثرهم ثوابا وأكرمهم عنده تعالى ، وهو عندهم خبر صحيح مشهور ، وممن أخرجه الترمذي في
__________________
(١) هو أنس بن مالك الغضير بن ضمضم النجاري الخزرجي أبو ثمامة صاحب رسول الله وخادمه ، مولده بالمدينة ، مات بالبصرة عام ٩٢ ه.
(٢) رواه أئمة العترة ، منهم الإمام المنصور بالله أخرجه في الشافي ، والأمير الحسين في الينابيع وقال : هذا الخبر مما احتج به أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ يوم الشورى بمحضر من الصحابة ولم ينكر عليه منهم منكر ، قال في المحيط : وروي عن أنس ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي ذر ، وأبي رافع مولى رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وسفينة ، وابن عمر ، وابن عباس ، وهو متلقى بالقبول من جل الصحابة ، ا. ه. ورواه ابن المغازلي عن ابن عباس وعن سفينة وعن علي من حديث المناشدة ، وعن أنس من طرق أكثر من عشر ، ورواه الكنجي عن أنس من ثلاث طرق ، وقال : رواه المحاملي كذلك ، أي عن سفينة ، وذكر أن الحاكم أخرجه عن ستة وثلاثين نفسا وذكر عددهم في مناقبه.