جامعه ، قال في كتاب (العواصم) : ولقد صنّف الحافظ العلامة محمد بن جرير الطبري كتابا في طريق حديث الطير في فضائل علي ـ عليهالسلام ـ لما سمع رجلا يقول : إنه ضعيف.
قال الذهبي (١) : وقفت على هذا الكتاب فاندهشت لكثرة ما فيه من الطرق.
ومن ذلك خبر النجم ، وهو ما روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه لما انقض كوكب ذات ليلة فقال : «انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي» (٢) فنظروا فإذا قد انقض في منزل علي ـ عليهالسلام ـ رواه في أنوار اليقين وغيرها ، وهو مما يعزى إلى أنس.
وخبر الأترجّة : وهو ما رواه في الحدائق عن عبد الله قال : دخل علي يوم قتل عمرو بن عبد ود (٣) على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيفه يقطر دما ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهم اتحف عليا بتحفة لم تتحف بها أحدا قبله ، ولا تتحف بها أحدا بعده» قال : فهبط جبريل ـ عليهالسلام ـ على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأترجة فإذا مكتوب فيها : «هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب».
__________________
(١) هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي ، أبو عبد الله حافظ مؤرخ محقق ، تركماني الأصل ، مولده ووفاته بدمشق ، رحل إلى القاهرة ، تصانيفه كبيرة وكثيرة تقارب المائة ، منها : دول الإسلام ، توفي عام ٧٤٨ ه.
(٢) أخرجه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بسنده عن أنس قال : انقض كوكب على عهد رسول الله فقال النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : «انظروا إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدي» فنظرنا فإذا هو انقض في منزل علي بن أبي طالب ، فقال جماعة من الناس : قد غوى في حب علي ، فأنزل الله : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) وقد أخرجه الحاكم بطرق عن أنس من طريقين ، وعن ابن عباس قال : ورواه عن ابن عباس زين العابدين والضحاك وربيعة السعدي ، قال : وفي الباب عن عائشة وبريدة الأسلمي وساق الطرق إليهما ، والمحمودي في تعليقه وتخريجه حكى أن ابن المغازلي أخرجه في المناقب وساق سنده ، قال : ورواه مع الحديث التالي في الباب (١٤١) من غاية المرام (ص ٤٠٩) ، ورواه أيضا ابن بطريق في العمدة (ص ٤٤) .. إلخ
(٣) عمرو بن عبد ود العامري من بني لؤي من قريش ، أدرك الإسلام ولم يسلم. وعاش إلى أن كانت وقعة الخندق فحضرها وقد تجاوز الثمانين فقتله الإمام علي بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ عام ٥ ه