طالب : أطع ابنك فقد أمّره عليك» (١)
إلى غير ذلك من الأخبار المتظافرة التي روتها سادة العترة الطاهرة وشيعتهم البحور الزاخرة ، ويكفيك أيها المنصف إجماع العترة الطاهرة على تقدمه في الإمامة ، فإن من المعلوم الذي لا شك فيه أنه والحسنين وفاطمة (٢) معتقدون أنه صاحب الولاية والتقدم ، وإنما غلب على أمره وخشي ـ عليهالسلام ـ من شق عصى الإسلام ، وانتثار النظام ، وعرف أنه لو قام بالأمر الواجب لحصلت المفسدة العظيمة الذي لا شك في ترك المصلحة عندها ، ويدلك على ذلك كلاماته ـ عليهالسلام ـ وتجرماته ، فإذا عرفت أن ذلك معتقد العترة الطاهرة الذين قال فيهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اللهم هؤلاء أهل بيتي» بطريق الحصر ، حتى قالت أم سلمة (٣) : وأنا معهم ، فقال : «إنك لعلى خير» (٤) والحديث من الأحاديث المشهورة التي تلقتها العترة بالقبول ، وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله حبل ممدود ، فرغّب في كتاب الله ثم
__________________
(١) رواه الإمام الحجة المنصور بالله عبد الله بن حمزة ـ عليهماالسلام ـ في الشافي بسنده إلى عبد الله بن العباس ـ رضي الله عنه ـ ما عن علي ـ عليهالسلام ـ أنه قال لما نزلت : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) دعاني رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وساق الرواية إلى قوله : ثم دعاهم : فقال : إن الله عزوجل أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين ... إلخ».
وروى هذا الخبر محمد بن سليمان الكوفي عن علي ـ عليهالسلام ـ بسنده إليه إلى قوله : وروى هذا بسنده إلى ابن عباس وفيه : «أيكم يؤازرني على أن يكون أخي ووصيي ووارثي وخليفتي ووزيري» ، رواه الحاكم في السفينة عن مسعدة العبدي أنه سئل علي ـ عليهالسلام ـ : بما ورثت ابن عمك دون عمك؟ فقال : (جمع رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم)) وسرد حديث الإنذار ، وفيه : «ترثني وأرثك ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي» ، وذكره السيد الشرفي في اللآلي المضيئة. انتهى. لوامع / ١١٤.
(٢) فاطمة ـ عليهاالسلام ـ : هي فاطمة البتول الزهراء بنت رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، توفيت بعده (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بستة أشهر ، وعمرها ثمان وعشرون سنة ، وقيل : دون ذلك.
(٣) هي هند بنت سهيل المعروف بأبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية ، من زوجات النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، واختلفوا في سنة وفاتها ، وكانت وفاتها بالمدينة.
(٤) أخرجه مالك وأحمد بن حنبل ومسلم وأبو داود والترمذي والدار قطني والحاكم وأبو الشيخ والطبراني والبيهقي وعبد بن حميد وابن جرير وابن خزيمة وابن عساكر وابن مردويه وابن المنذر وعامة المحدثين ، وأهل البيت بأسانيدهم إلى أمير المؤمنين والحسن السبط وفاطمة الزهراء وابن عباس وعبد الله بن جعفر وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وسعد بن أبي وقاص وغيرهم.