قال : وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» وغيره من الأحاديث الدالة على أنهم السفينة ، مما تواتر نقله بنص أهل التحقيق ، عرفت أن إجماعهم على أنه الإمام حجة قاطعة.
وأيضا فإنه لو لم يكن هناك نص على إمامته ـ عليهالسلام ـ ، فإن إمامة المفضول مع وجود الأفضل باطلة على ما ذلك مقرر بأدلته ، ولا شك في أنه أفضل الصحابة ، فإن له ـ عليهالسلام ـ فضيلة القرابة ، وفضيلة النجابة ، وفضيلة طيب المنشأ ، وفضيلة السبق ، فإنه أول من آمن بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من الرجال ، وقد قال تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) [الواقعة : ١٠] وفضيلة العلم ، وفضيلة الصبر ، وغير ذلك من الفضائل التي بها يفتخر المفتخرون ويتفاوت المتفاوتون ، ولو عددنا فضائله ـ عليهالسلام ـ لاستغرقت مجلدات ، فلو أتينا على شيء منها في هذا المختصر لكان فيه إيهام بانحصاره ، ثم إنه لا يحتاج النهار ، إلى دليل ولكن الشمس لا تبدوا لعين الأرمد ، (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) [التوبة : ٣٢].
إذا عرفت ذلك فإنه ينبغي الاقتداء بالسلف الأبرار في ترك السب جهارا لمن تقدمه ، ومراعاة حق النبي المختار في أصحابه الذين لهم سوابق في الإسلام كبار ، وقد حكى القول بخطئهم قطعا عن العترة السيد الجليل إبراهيم بن محمد (١) في فصوله ، وحكاه في حواشيها عن القاضي عبد الله بن الحسن الدواري وغيره.
فأما سبهم فقد قال : (م بالله) ـ عليهالسلام ـ كما حكاه عنه في الحواشي : لا أعلم أحدا من العترة سب الصحابة ، ومن قال بذلك فقد كذب ، انتهى.
قلت : فإن كثيرا من الآل متوقف كما حكي عن الحسين وعبد الله بن الحسن
__________________
(١) هو السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى الوزير ، مولده : في رمضان سنة ٨٣٤ ه ، وقرأ بصنعاء وصعدة على يد جماعة من الشيوخ المبرزين في الأصول والعربية والفقه والحديث والتفسير حتى صار المرجع في عصره ، وله مؤلفات كثيرة في جميع العلوم ، توفي ليلة الأحد ثاني شهر جمادي الآخرة سنة ٩١٤ ه ودفن في جربة الروضة بصنعاء.