وأولاده الأربعة ، قيل : وهو الأشهر عن زيد بن علي وابنيه يحيى (١) وعيسى (٢) وأحمد بن عيسى والصادق (٣) والباقر (٤) ، والأشهر أنه رأي أهل البيت وشيعتهم ، فهؤلاء لم يسمع منهم سب ولا ترضية ولا تبرئ مع التجرم ، ذكره في الشريدة (٥) ، وهو الذي ذكره أبو الحسين وأصحابه المتأخرون ، لكنه قال في الهداية (٦) : ويخطّأ من تقدم عليه ؛ لمخالفته القطعي بلا تكفير له ولا تفسيق على المختار ويرضى عنه استصحابا لحاله الأول ، ومن توقف فلالتباس معصيته ، فأما السب حرام ، وقد عزر يحيى ـ عليهالسلام ـ من فعله بصنعاء. انتهى.
قلت : وقد تأول كلام الهادي ـ عليهالسلام ـ في الأحكام أبو مضر (٧) والكني (٨).
__________________
(١) هو الإمام يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهمالسلام ـ ، قام ـ عليهالسلام ـ بعد أبيه ، قتل وعمره ٢٨ سنة في أيام فرعون هذه الأمة الوليد بن يزيد بن عبد الملك الأموي بعد صلاة الجمعة في شهر رمضان سنة ١٢٦ ه.
(٢) هو الإمام مؤتم الأشبال أبو محمد عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهمالسلام ـ ، توفي بعد دعائه إلى الله في أيام محمد بن أبي الدوانيق العباسي.
(٣) هو الإمام أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي الوصي ـ صلوات الله عليهم وسلامه ـ ، توفي ـ عليهالسلام ـ سنة ١٤٨.
(٤) الباقر : الإمام أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهمالسلام ـ ، توفي سنة ١١٧ ه ، وعمره ٦٣ سنة.
(٥) هو كتاب في أصول الدين مسمى بجوهرة الغواص وشريدة القناص شرح خلاصة الرصاص للقاضي العلامة عبد الله بن الحسن الدواري.
(٦) هي كتاب في الفقه تأليف السيد صارم الدين الوزير.
(٧) قال القاضي : هو أبو مضر مفخر الزيدية وحافظ مذهبهم ومقرر قواعدهم العالم الذي لا يبارى ولا يشك في بلوغه الذروة ، ولا يباري عمدة المذهب في العراق واليمن ا. ه.
(٨) الشيخ الإمام الحافظ الرحلة ، قطب الدين أبو العباس ، ويقال : أبو الحسن أحمد بن أبي الحسن الكني ، قال في الطبقات : كان من أساطين الأدلة ، وهو الغاية في حفظ المذهب ، أخذ على جهابذة الشيوخ ، منهم علامة الدنيا جار الله محمود الزمخشري ، والإمام أبو الفوارس توران شاه بن خسرو شاه ، والشيخ الإمام زيد بن الحسن البيهقي ، والشيخ عبد المجيد الأسترآباذي ، والإمام أبو علي الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزاذي ، والشيخ أحمد بن الحسن الفرزاذي ، والشيخ الرشيد عبد المجيد الرازي ، والشيخ عبد الوهاب بن أبي العلاء ابن نضرويه السمان ، والشيخ أحمد بن الحسين بابا الآذوني ، والسيد أبو طالب عبد العظيم بن نصر بن مهدي الحسيني ، والشيخ الأديب أبو طاهر الحسن بن أبي سعيد المظفر بن عبد الرحيم الحمدوني ، وأبو العلاء زيد بن منصور الراوندي ، وإسماعيل بن زيد الحباني ، وأخذ عنه القاضي الإمام شمس الدين جعفر بن أحمد بن عبد السلام والشريف أبو عبد الله المهوّل وغيرهما ، ووفاته ـ رحمهالله ـ في عشر الستين وخمسمائة.