بدر وأحد والخندق وخيبر وغيرها ، وكانت الغلبة في معظمها تتم على يد «علي عليهالسلام». فهو الوحيد الذي ما تراجع ولا فشل في أي معركة ، وطوال هذه المعارك التي دامت عشر سنوات بعد الهجرة النبوية ، قتل من المسلمين أقلّ من مائتين ، ومن الكفار ما يقرب الألف. ونتيجة المثابرة والتضحية والفداء الذي عرف به المهاجرون والأنصار خلال السنوات العشر بعد الهجرة ، عمّ الإسلام (شبه الجزيرة العربية) وبعثت الرسائل إلى ملوك الدول الأخرى مثل (إيران) و (الروم) و (مصر) و (الحبشة) تدعوهم إلى الإسلام.
كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يواسي الفقراء في معيشتهم ، فلا تختلف حياته عن حياتهم ، وكان يفتخر بالفقر (١) ، وكان يستغلّ أوقاته ، فلا تمر عليه لحظة إلا وهو دائب في عمل ، وكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يقسّم أوقاته إلى ثلاثة أقسام : الأول للعبادة وذكر الله تعالى ، الثاني : له ولعياله وبيته ، الثالث : للناس ، فكان يسعى في نشر المعارف الإسلامية وتعليمها ، وتصحيح الأهداف والسبل التي تؤدي إلى إصلاح المجتمع الإسلامي ، وكذا السعي في رفع حوائج المسلمين ، وتحكيم العلاقات الداخلية والخارجية ، وسائر الأمور المرتبطة بها.
وبعد إقامته صلىاللهعليهوآلهوسلم عشر سنوات في المدينة ، فارق الدنيا على اثر سم دسّ في طعامه على يد امرأة يهودية ، طرحه في الفراش أياما ، ومما جاء في الروايات أن آخر ما تكلم به النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصيته في العبيد والنساء.
__________________
(١) وفي رواية مشهورة يقول (ص) «الفقر فخري». ولمزيد الاطلاع في هذا الفصل يراجع كتاب سيرة ابن هشام والسيرة الحلبية وكتاب البحار ج ٦ وغيرها.