أما أهل «يثرب» فقد آمنوا به صلىاللهعليهوآلهوسلم كبارهم وأسيادهم ، فبايعوه ، واستقبلوه بحفاوة بالغة ، وقدموا له أموالهم وأنفسهم.
فأسس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ولأوّل مرة ؛ أول مجتمع إسلامي صغير ، في مدينة (يثرب) وعقد مع الطوائف اليهودية التي كانت تستقر في المدينة وأطرافها معاهدات ، وكذا مع القبائل العربيّة القويّة المتواجدة في تلك المنطقة ، وقام بنشر دعوته الإسلامية ، وعرفت مدينة «يثرب» ب «مدينة الرسول».
وعلى مرّ الأيام ، قويت شوكة الإسلام ، واستطاع المسلمون الذين عانوا من اضطهاد القرشيين أن يتركوا دورهم ومساكنهم في مكة ، فبدءوا بالهجرة إلى المدينة شيئا فشيئا ، والتفوا حول النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وسمّوا ب «المهاجرين» كما اشتهر أصحابه وأعوانه في يثرب ب «الأنصار».
نال الإسلام تقدما سريعا ، لكن عبدة الأصنام من قريش ، والطوائف اليهودية المستقرة في الحجاز ، كانت ما تزال حجرة عثرة أمام هذه الحركة ، فحاولوا القيام بأعمال تخريبية لصدّ النبي والمسلمين ، بمساعدة المنافقين ، الذين كانوا في صفوف المسلمين ، ولم يعرفوا بأيّ شكل من الأشكال ، فكانوا يخلقون المشاكل ، ويسبّبون المصائب ، والحوادث المستحدثة ، حتى آل الأمر إلى الحرب ، فنشبت الحروب المتعددة بين الإسلام وعبدة الأصنام واليهود ، فكانت الغلبة غالبا لجيش الإسلام ، ويقرب إحصاء تلك الحروب من ثمانين ونيف معركة بما فيها المعارك الدامية الكبرى ، والصغيرة منها ، وفي كل هذه المعارك ، كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يشارك المسلمين في قتالهم ، كمعركة