عليه طبيبه ، فعندئذ يجد الراحة والصحة ، ويشعر بتحسن صحته.
وخلاصة القول ، إن الإنسان يتصف بحياة باطنية غير الحياة الظاهرية التي يعيشها ، والتي تنبع من أعماله ، وترتبط حياته الأخروية بهذه الأعمال والأفعال التي يمارسها في حياته هنا.
إن القرآن الكريم يثبت هذا البيان العقلي ، ويثبت في الكثير من آياته (١) بأن هناك حياة أسمى وروحا أرفع من هذه الحياة للصالحين والمؤمنين ، ويؤكد على أن نتائج الأعمال الباطنية تلازم الإنسان دوما ، والنبي العظيم قد أشار إلى هذا المعنى أيضا في الكثير من أقواله (٢).
__________________
(١) مثل هذه الآية : («وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ* لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) سورة ق الآية ٢١ ـ ٢٢.
والآية : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً) (سورة النحل الآية ٩٧).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) سورة الأنفال ، الآية ٢٤.
وفي سورة آل عمران الآية ٣٠ : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ ...).
والآية : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) سورة يس الآية ١٢.
(٢) على سبيل المثال : يقول تعالى في حديث المعراج لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فمن عمل برضائي أمنحه ثلاث خصال : اعرضه شكرا لا يخالطه الجهل وذكرا لا يخالطه النسيان ومحبّة لا يؤثر على محبتي محبة المخلوقين ، فإذا أحبّني ، أحببته وافتح عين قلبه إلى جلالي ولا أخفي عليه خاصة خلقي وأناجيه في ظلم الليل ونور النهار حتى ينقطع حديثه مع المخلوقين ومجالسته معهم واسمعه كلامي وكلام ملائكتي وأعرّفه السرّ الذي سترته عن خلقي وألبسه الحياء حتى يستحي منه الخلق ويمشي على الأرض مغفورا له واجعل قلبه واعيا وبصيرا ولا أخفي عليه شيئا من جنة ولا نار وأعرّفه ما يمرّ على الناس في القيامة من الهول والشدة. بحار الأنوار ج ١٧ : ٩.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : استقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له : كيف أنت يا حارثة بن مالك؟ فقال : يا رسول الله مؤمن حقا. فقال ـ