الصوفي ، الكيميائي وغيرهم. وقد حضر درسه رجال من علماء إخواننا السنة ، مثل سفيان الثوري وأبو حنيفة ، مؤسس المذهب الحنفي ، والقاضي المسكوني والقاضي أبو البختري وغيرهم.
والمعروف أن عدد الذين حضروا مجلس الإمام وانتفعوا بما كان يمليه عليهم الإمام أربعة آلاف محدث وعالم (١).
وتعتبر الأحاديث المتواترة عن الإمامين الباقر والصادق ، أكثر مما روي عن النبي الأكرم والعشرة من الأئمة الهداة.
لكن الأمر قد تغير في أخريات حياته ، حيث بدأ الضغط والتشديد من قبل المنصور الخليفة العباسي ، فقد قام بإيذاء السادة العلويين وعرّضهم لأعنف أنواع التعذيب وأقساها وقتل بعضهم ، مما لم يشاهد نظيره في زمن الأمويين مع ما كانوا يتصفون به من قساوة وتهوّر. مارس العباسيون القتل الجماعي للعلويين وذلك بسجنهم في سجون مظلمة ، وتعذيبهم حتى الموت.
كما أنهم قاموا بدفنهم وهم أحياء ، في أسس الأبنية والجدران (٢).
أصدر المنصور أمرا طلب فيه إحضار الإمام الصادق من المدينة (وكان الإمام قد أحضر إلى العراق مرة بأمر من السفاح الخليفة العباسي ، وقبل ذلك قد أحضر إلى دمشق بأمر من هشام الخليفة الأموي ، مع أبيه الإمام الباقر عليهالسلام).
بقي الإمام مدة من الزمن تحت المراقبة ، وقد عزموا على قتله عدة مرات ، وعذبوه ، وفي نهاية الأمر سمحوا له بالعودة إلى
__________________
(١) إرشاد المفيد ص ٢٥٤ / الفصول المهمة ص ٢٠٤. مناقب ابن شهرآشوب ج ٤ : ٢٤٧.
(٢) الفصول المهمة ص ٢١٢ / دلائل الإمامة ص ١١١ / إثبات الوصية ص ١٤٢.