ردّ على الشبهات
يعترض مخالفو الشيعة بأنه وفقا لاعتقاد هذه الطائفة ، يجب أن يكون عمر الإمام الغائب ما يقرب من اثني عشر قرنا ، في حين أن الإنسان لا يستطيع أن يعمّر هكذا عمر.
الجواب : الاعتراض هذا مبني على الاستبعاد ، وأن العمر الطويل كهذا يستبعد ، لكن الذي يطالع الأخبار الواردة عن الرسول الأعظم في خصوص الإمام الغائب ، وكذا عن سائر أئمة أهل البيت (ع) سيلاحظ أن نوع الحياة للإمام الغائب تتصف بالمعجزة خرقا للعادة ، وطبيعي أن خرق العادة ليس بالأمر المستحيل ولا يمكن نفي خرق العادة عن طريق العلم مطلقا.
لذا لا تنحصر العوامل والأسباب التي تعمل في الكون في حدود مشاهدتنا والتي تعرّفنا عليها ، ولا نستطيع نفي عوامل أخرى وهي بعيدة كل البعد عنا ولا علم لنا بها ، أو أننا لا نرى آثارها وأعمالها ، أو نجهلها. من هذا يتضح إمكان إيجاد عوامل
__________________
ـ وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ، ثم سكت ، فقلت له يا ابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن؟ فبكى بكاء شديدا ثم قال : إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحقّ المنتظر ـ بحار الأنوار ج ٥١ صفحة ١٥٨.
قال موسى بن جعفر البغدادي سمعت أبا محمد الحسن بن علي يقول : كأنّي بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني أما أن المقرّ بالأئمة بعد رسول الله والمنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوّة محمد رسول الله والمنكر لرسول الله كمن أنكر جميع الأنبياء لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا أما أن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمة الله ـ بحار الأنوار ج ٥١ صفحة ١٦٠.