فهم أخرجوا جثمان «زيد» زعيم الشيعة الزيدية من قبره ، وصلبوه لمدة ثلاث سنين ، ومن ثم أحرقوه ، وذرّوا رماده في الهواء (١) ، حتى أن أكثرية الشيعة تعتقد أن مقتل الإمام الرابع والخامس قد تمّ على أيدي بني أميّة (٢) ، وذلك بدسّ السمّ إليهما ، وكذا شهادة الإمام الثاني والثالث كانت على أيديهم.
إن الفجائع التي ارتكبها الأمويون كانت إلى حد جعلت أكثرية أهل السنة ـ مع اعتقادها بالخلفاء عامة وأنهم مفروضو الطاعة ـ يقسموا الخلفاء إلى قسمين : الخلفاء الراشدين ، وهم الخلفاء الأربعة الأوائل بعد وفاة الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي عليهالسلام والخلفاء غير الراشدين أولهم معاوية.
والأمويون طوال حكومتهم ، وعلى أثر ظلمهم وجورهم ، أثاروا سخط الأمة وغضبها إلى أبعد الحدود ، وبعد سقوط دولتهم ومقتل آخر خليفة لهم ، فرّ ولدا الخليفة مع جمع من العائلة الأموية من دار الخلافة ولم يجدوا في أي مكان ملجأ يتجهون إليه ، فتاهوا في صحاري «النوبة» و «الحبشة» و «بجاوة» ومات الكثير منهم من جراء الظمأ والجوع ، توجهوا إلى جنوب (اليمن) فمكثوا هناك زمنا ، كانوا يحصلون على المال من الناس عن طريق الاستجداء والصدقة والعطف عليهم. ومن ثم انتقلوا إلى مكة مرتدين زيّ الحمّالين وانصهروا في ذلك المجتمع (٣).
__________________
(١) مروج الذهب ج ٣ : ٢١٧ ـ ٢١٩ / اليعقوبي ج ٣ : ٦٦.
(٢) كتاب البحار ج ١٢ وسائر المصادر الشيعية.
(٣) تاريخ اليعقوبي ج ٣ : ٨٤.