المؤرخون بأنه ابتدع صلاة جديدة ، بدلا من الصلوات الخمس في الإسلام ، وألغى غسل الجنابة ، وأباح شرب الخمر. وفي نفس العصر ، ظهر زعماء آخرون يدعون إلى الباطنية ، جذبوا جماعة من الناس من حولهم.
كان هؤلاء يتعرضون لأنفس وأموال من لا يعتنق مذهب الباطنية ، واستمروا في حركتهم هذه في العراق والبحرين واليمن والشام ، قتلوا الأبرياء ، ونهبوا الأموال ، وسلبوا قوافل الحجيج ، سفكوا دماء الآلاف منهم ، ونهبوا أمتعتهم وراحلتهم.
استولى «أبو طاهر القرمطي» أحد زعماء الباطنية على البصرة سنة ٣٣١ ه فقتل الناس ، ونهب الأموال ، ثم اتجه إلى مكة مع جمع من الباطنية سنة ٣١٧ ه ، وبعد صراع مع أفراد الشرطة ، دخل مكة ، فقتل أهلها ، والحجاج الواردين إليها ، فسالت الدماء في بيت الله الحرام والكعبة ، فقسّم ستار الكعبة بين أنصاره ، وقلع باب الكعبة ، واقتلع الحجر الأسود من مكانه ، ثم نقله إلى اليمن وبقي عندهم مدة اثنين وعشرين عاما.
على أثر هذه الأعمال ، أبدى عامة المسلمين تذمرهم وتنفرهم من «الباطنية» ، واعتبروهم خارجين عن دين الإسلام ، حتى أن «عبيد الله المهدي» وهو أحد ملوك الفاطميين ، الذي ظهر في إفريقيّة ، وادّعى لنفسه المهدويّة ، وأنه المهدي الموعود ، وإمام الإسماعيلية ، قد تبرأ أيضا من القرامطة آنذاك.
وحسب ما يقرّه المؤرخون أن المعيار الديني للباطنية هو تأويل الأحكام الظاهرة للإسلام إلى مراحل باطنية صوفية ، ويعتبرون