والاستدلال المنطقي من الأمور المسلّمة. فهو يطالب أولا بتقبل المعارف الإسلامية ثم الانتقال إلى الاحتجاج العقلي ، واستنتاج المعارف الإسلامية منها ، انطلاقا من الاعتماد الكامل على واقعيته بل يقول ، محصوا في الاحتجاج العقلي ، واستنبطوا منه صحة المعارف ، ومن ثم يكون القبول والرضا.
وما يسمع من كلام عن الدعوة الإسلامية ، يمكن التأمل فيه ، والاستفسار عنه ، والإصغاء إلى قول الخالق. وبالتالي ، فإن التصديق والإيمان يجب أن يحصل عليه الإنسان بدليل أو حجة ، لا أن يكون الإيمان مسبقا ، ثم إقامة الأدلّة وفقا له. فالفكر الفلسفي طريق يدعمه القرآن الكريم ويصادق عليه ، ومن جهة أخرى نرى القرآن الكريم وبأسلوبه الرائع ، يوضّح لنا أن جميع المعارف الحقيقة تنبع من التوحيد ومعرفة الله حقيقة ، وما كمال معرفة الله جلّ وعلا ، إلّا لأولئك الذين جعلهم الله من خيرة عباده ، وخصصهم لنفسه ، وهم الذين قد قطعوا تعلقهم القلبي بهذه الدنيا ، وإثر الإخلاص والعبوديّة ، وجّهوا قواهم إلى العالم العلوي ، ونوّروا قلوبهم بنور الله سبحانه ، ونظروا ببصيرتهم إلى حقائق الأشياء ، وملكوت السماوات والأرض ، وهم قد وصلوا إلى مرحلة اليقين ، إثر إخلاصهم وعبوديتهم ، وبوصولهم هذه المنزلة (اليقين) انكشف لهم ملكوت السماوات والأرض ، والحياة الخالدة في العالم الخالد.